![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقالَ له: إِن لم يَستَمِعوا إلى موسى والأَنبِياء، لا يَقَتَنِعوا ولو قامَ واحِدٌ مِنَ الأَموات."لَا يَقْتَنِعوا"(πείσθονται) فِي الأَصْلِ اليُونَانِيِّ تَعْنِي: لَا يَقْتَنِعُونَ بِخَطَايَاهُم، وَلَا بِجَهْلِهِم، وَلَا بِوَاجِبِ التَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى اللهِ. فَالمُشْكِلَةُ لَيْسَتْ فِي قِلَّةِ البَرَاهِينِ، بَلْ فِي قَسَاوَةِ القُلُوبِ وَعَمَى العُيُونِ. يَسُوعُ فَسَّرَ لِتِلْمِيذَي عِمَّاوُس: "فَبَدَأَ مِن مُوسى وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا جَمِيعِ الكُتُبِ مَا يَخْتَصُّ بِي" (لُوقَا 24: 27). وَأَكَّدَ لِتَلاَمِيذِهِ: "صَدِّقُونِي: إِنِّي فِي الآبِ وَإِنَّ الآبَ فِيَّ، وَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَصَدِّقُوا مِنْ أَجْلِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا "(يُوحَنَّا 14: 11). قِيَامَةُ لِعَازَرَ (أَخُو مَرْيَمَ وَمَرْثَا) لَمْ تَقُدِ اليَهُودَ لِلتَّوْبَةِ، بَلْ لِلتَّآمُرِ عَلَى قَتْلِ يَسُوعَ وَحَتَّى لِقَتْلِ لِعَازَرَ نَفْسِهِ (يُوحَنَّا 11: 47؛ 12: 10). وَقِيَامَةُ يَسُوعَ نَفْسِهِ لَمْ تُقْنِعِ الحُرَّاسَ وَرُؤَسَاءَ الكَهَنَةِ، بَلْ أَخَذُوا رِشْوَةً لِيُنْكِرُوا الحَقِيقَةَ (مَتَّى 28: 11-15). في الكَنِيسَةِ لا نَنْتَظِرُ أَنْ يَقُومَ قِدِّيسٌ مِنَ الأَمْوَاتِ لِيُخْبِرَنَا عَنِ الأَبَدِيَّةِ. لَدَيْنَا الكِتَابُ المُقَدَّسُ، وَسِيَرُ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ وَالقِدِّيسِينَ، وَتَعَالِيمُهُم الَّتِي تُثَبِّتُ إِيمَانَنَا وَتَقُودُنَا لِلتَّوْبَةِ وَالخَلاصِ. باختصار، المُعْجِزَاتُ لَيْسَتْ هِيَ الَّتِي تُنْشِئُ الإِيمَانَ، بَلْ الكَلِمَةُ الحَيَّةُ. مَنْ يَرْفُضُ الكِتَابَ، لَا يُقْنِعُهُ حَتَّى وَاحِدٌ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَمِنْ هُنَا، يُصْبِحُ الطَّرِيقُ وَاضِحًا: التَّوْبَةُ وَالإِيمَانُ بِكَلِمَةِ اللهِ هُمَا سَبِيلُ النَّجَاةِ مِنَ الدَّيْنُونَةِ وَنَيْلُ الخَلاصِ الأَبَدِيّ. في واقِعِ الأَمرِ، قامَ ابنُ الإِنسانِ مِن بَينِ الأَموات. وتُصبِحُ قِيامَتُهُ جَوهَرَ إِيمانِنا حينَ نَتَمَكَّنُ مِن أَن نَصيرَ رُفَقاءَ القائِمِ، ونَدَعَهُ يُفَسِّرُ لَنا الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ الّتي أَتَمَّها لأَجلِنا (لوقا 24: 27). فالكُتُبُ المُقَدَّسَةُ هي الّتي تُنَبِّهُنا لِنَعيشَ حَقًّا حَياةً مَعَ إِخوَتِنا، ومَعَ اللهِ، ومَعَ ذَواتِنا. |
|