![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يُحَذِّرُ مُوسَى النَّبِيُّ مِنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: "إِنَّهُ مَتَى أَكَلْتَ وَشَرِبْتَ تَنَبَّهْ لِئَلاَّ تَنْسَى الرَّبَّ إِلَهَكَ" (تَثْنِيَةُ الاِشْتِرَاعِ 8: 11). فَإِنَّنَا لَمْ نُولَدْ وَلا نَعِيشُ لِكَيْ نَأْكُلَ وَنَشْرَبَ، إِنَّمَا نَأْكُلُ وَنَشْرَبُ لِكَيْ نَعِيشَ. لَمْ يَذْكُرْ يَسُوعُ أَيَّ خَطَايَا لِلْغَنِيِّ سِوَى أَنَّهُ عَاشَ لِنَفْسِهِ وَأَهْمَلَ الفَقِيرَ الَّذِي عَلَى بَابِهِ وَهُوَ فِي غَايَةِ الاِحْتِيَاجِ إِلَيْهِ. لَمْ يَسْتَعْمِلْ الغَنِيُّ أَمْلاَكَهُ لِيُعَزِّيهِ، وَلَمْ يَفْتَحْ بَيْتَهُ كَيْ يَدْخُلَ لِعَازَرُ إِلَيْهِ، بَلْ عَامَلَهُ كَأَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ. وَكَأَنَّهُ أَقَامَ هُوَّةً عَمِيقَةً بَيْنَهُمَا. وَهَذِهِ الهُوَّةُ نَفْسُهَا تَفْصِلُ بَيْتَ هَاتَيْنِ الشَّخْصِيَّتَيْنِ بَعْدَ المَوْتِ. وَيُعَلِّقُ العَلاَّمَةُ إِيرُونِيمُوس: "إِنَّ العَيْبَ لَيْسَ فِي الغِنَى عِنْدَ الرَّجُلِ المُوسِرِ، بَلْ فِي قَسَاوَتِهِ وَتَصَلُّبِهِ وَعَدَمِ شُعُورِهِ مَعَ المِسْكِينِ، وَعَدَمِ مُؤَازَرَتِهِ لِلْمُعْوِزِ المُسَمَّى لِعَازَرَ" (فِي عِظَتِهِ رَقْم 86). فَخَطِيئَتُهُ هِيَ الإِهْمَالُ، إِهْمَالُهُ لِلْقَرِيبِ وَتَجَاهُلُهُ لِعَازَرَ الفَقِيرِ، وَاللَّامُبَالاةُ فِي تَعَامُلِهِ مَعَهُ. وَاللَّامُبَالاةُ تَعْتَبِرُ أَنَّ الآخَرَ غَيْرُ مَوْجُودٍ. وَهُنَا تَظْهَرُ أَهَمِّيَّةُ الوَصِيَّةِ: «أَحْبِبْ قَرِيبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (لُوقا 10: 27). |
|