![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() 19 ((كانَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والكَتَّانَ النَّاعِم، ويَتَنَعَّمُ كُلَّ يَومٍ تَنَعُّماً فاخِراً. 20 وكانَ رَجُلٌ فَقيرٌ اسمُه لَعازَر مُلْقىً عِندَ بابِه قد غطَّتِ القُروحُ جِسْمَه. 21 وكانَ يَشتَهِي أَن يَشبَعَ مِن فُتاتِ مائِدَةِ الغَنِيٌّ. غَيرَ أَنَّ الكِلابَ كانت تأتي فتَلحَسُ قُروحَه. 22 وماتَ الفَقير فحَمَلَتهُ المَلائِكَةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم. ثُمَّ ماتَ الغَنِيٌّ ودُفِن. 23 فرَفَعَ عَينَيهِ وهوَ في مَثْوى الأَمْواتِ يُقاسي العَذاب، فرأَى إِبراهيم عَن بُعدٍ ولَعازَر في أَحضانِه. 24 فنادى: يا أبتِ إِبراهيم ارحَمنْي فأَرسِلْ لَعاَزر لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصبَعِه في الماءِ ويُبَرِّدَ لِساني، فإِنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب. 25 فقالَ إِبراهيم: يا بُنَيَّ، تَذَكَّرْ أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ ونالَ لَعاَزرُ البَلايا. أَمَّا اليَومَ فهو ههُنا يُعزَّى وأَنت تُعَذَّب. 26 ومع هذا كُلِّه، فبَيننا وبَينَكم أُقيمَت هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الَّذينَ يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا. 27 فقال: أَسأَلُكَ إِذاً يا أَبتِ أَن تُرسِلَه إِلى بَيتِ أَبي، 28 فإِنَّ لي خَمسَةَ إِخَوة. فَلْيُنذِرْهُم لِئَلاَّ يَصيروا هُم أَيضاً إلى مَكانِ العَذابِ هذا. 29 فقالَ إِبراهيم: عندَهُم موسى والأَنبِياء، فَلْيَستَمِعوا إِلَيهم. 30 فقال: لا يا أَبتِ إِبراهيم، ولكِن إذا مَضى إِليهِم واحِدٌ مِنَ الأَمواتِ يَتوبون. 31 فقالَ له: إِن لم يَستَمِعوا إِلى موسى والأَنبِياء، لا يَقَتَنِعوا ولو قامَ واحِدٌ مِنَ الأَموات)). يَتناوَلُ إنجيلُ هذا الأحد (لوقا 16: 19-31) مَثَلَ الغَنِيِّ ولِعازَرَ الذي ضربَه يسوعُ لِلفَرِّيسيّين، المُحبِّينَ لِلمال (لوقا 16: 14)، مُعَلِّمًا إيَّاهُم الاهتِمامَ بِالقَريبِ، خُصوصًا الفقيرَ المُحتاج، ومُظهِرًا أنَّ مَن يَستَعلِي على الناسِ يكونُ مَرفوضًا مِن قِبَلِ الله (لوقا 16: 15). ويَجيءُ هذا المَثَلُ مُتَّصِلًا بمَثَلِ الوَكيلِ الخائنِ (لوقا 16: 1-13)، كَنموذجٍ لِمَن أساءَ استِعمالَ المالِ، فخَسِرَ أبديَّتَه عِوَضَ أن يَربَحَ صَداقةَ اللهِ والملكوتَ السَّماوي. غايةُ هذا المَثَلِ هي تَطويبُ الفُقَراء، كما قالَ يسوع: "طوبى لَكُم أَيُّها الفُقَراء، فإِنَّ لَكُم مَلَكوتَ الله" (لوقا 6: 21)، وفي المقابِل توبيخُ الأغنياءِ على حُبِّهم المالَ والذّاتَ واحتِقارِ القريب، فنَصيبُهُم الويلاتُ: "الوَيلُ لَكُم أَيُّها الأَغنِياء، فقَد نِلتُم عَزاءَكُم" (لوقا 6: 24). وهكذا يُبيِّنُ يسوعُ أنَّ سُوءَ استِعمالِ الغنيِّ لِما أُوتيَ في حياتِه الأرضيَّة هو علَّةُ شقائِه الأبدي. إرادةُ يسوعَ مِن هذا التعليم أن يُحرِّكَ ضَمائرَ الأغنياءِ ويُغيِّرَ سُلوكَهُم، ليَستَخدِموا المالَ كوسيلةِ محبَّةٍ وخِدمةٍ لا كأداةِ استِعلاءٍ وتجبُّر. وقد أصبحَ هذا المَثَلُ مَوضِعَ اهتمامِ الفُنونِ في العُصورِ الوسطى، الأمرُ الذي يُؤكِّدُ أهمِّيَّتَه في التَّاريخِ الثَّقافيِّ والكنسيّ. |
|