![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
أمامنا صورتان متناقضتان: حبة الحنطة التي تموت فتُثمر، وشجرة التين التي تكتفي بالورق فتُلعن. الأولى اختارت طريق العمق، فدخلت ظلمة الأرض بإيمان. قبلت أن تُدفن في صمت، أن تُخفى عن العيون، أن تموت في المسيح لتولد من جديد. لم تتعجّل أن تُرى، بل فضّلت أن تتجذر في النعمة، لأنها تعرف أن الثمر لا يأتي قبل الموت، ولا المجد قبل الصليب. أما شجرة التين، فاختارت المظهر دون الجوهر. كانت خضراء في الخارج، لكن جذورها لم تمت عن ذاتها لتُثمر من الروح. ورقها كثير، لكن لا ثمر فيها. ولهذا قال لها المسيح: «لا يكن منك ثمر إلى الأبد» (متى 21:19). الحنطة تعلّمت سرّ الحياة من الصليب، والتين تمسّكت بمظهر الحياة فماتت. الأولى قَبِلت أن تُخفى لتُثمر، والثانية أرادت أن تُظهر نفسها بلا عمق، فذبلت. إنها المفارقة بين الإيمان الحقيقي والمظاهر الفارغة: الحنطة تختبئ لتثمر، والتين تتزيّن لتخدع. فالمسيح لا يبحث عن أوراق خضراء تُرضي النظر، بل عن ثمرٍ يخرج من موتٍ حقيقي في محبته. من اختار أن يموت معه، سيُقيمه معه مثمرًا للحياة الأبدية. |
|