![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "أَلا يَسقُطُ كِلاهُما في حُفرَة؟" فتُشيرُ إلى الأعمى الذي لم يُحرِّرْ نَفْسَهُ في رَحمَةِ اللهِ، وبالتَّالي ليسَ لَدَيْهِ القُدرَةُ على تَحريرِ الآخَرِ مِنْ ظَلامِهِ الخَاصِّ، فيَجُرُّهُ إلى ظَلامٍ أعمَقَ، فيَقُودُهُ إلى خَارِجِ الطَّرِيقِ. والطَّرِيقُ في الكِتَابِ المُقَدَّسِ هُوَ صُورَةٌ لِطَرِيقِ اللهِ. فَإِذَا كَانَ القَائِدُ مُصَابًا بِالعَمَى، وَغَيْرَ قَادِرٍ عَلَى اتِّبَاعِ يَسُوعَ، الَّذِي هُوَ الطَّرِيقُ (يُوحَنَّا 14: 6)، فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُرْشِدَ الآخَرِينَ؟ مَنْ لَا يَتَّبِعْ يَسُوعَ، لَا يَسْتَطِعْ أَنْ يُرْشِدَ الآخَرِينَ (لُوقَا 6: 40). وقدِ انتَشَرَ هذا المَثَلُ حتّى على الصَّعيدِ الفَنِّي، فَرَسَمَ الفَنّانُ الهُولَنديُّ بيتر بروغل الأكبر (Pieter Bruegel the Elder) سَنَةَ 1568 لَوحَةً تُجَسِّدُ هذا المَشهَدَ "أعمى يَقُودُ أعمى". وتُوجَدُ هذه اللَّوحةُ حاليًّا في مُتحَفٍ في مَدينَةِ نابولي في إيطاليا. يُحَذِّرُنا يَسوعُ عَبرَ هذا المَثَلِ مِنْ أنْ نَنقادَ إلى أَحَدٍ دُونَ أنْ نَتَحَقَّقَ إلى أَيْنَ نَحْنُ ذاهِبُونَ، وَمَنْ نَتَّبِعُ. فَهُناكَ قادةٌ، وأنبياءُ، ومُعَلِّمونَ كَذَبَةٌ، يُضِلُّونَ الشَّعبَ، فَعَلَينا أَنْ نَفتَحَ عُيُونَنا قَبْلَ فَواتِ الأَوَانِ. يُحَذِّرُنا يَسوعُ مِنْ أَنْ نُصْبِحَ قادَةً عُميانًا. وقد سَبَقَ وَحَذَّرَ إِشَعْيا النَّبِيُّ مِنْ هؤلاءِ العُميانِ في قَولِهِ: " إِسمَعُوا هَذَا أَيُّهَا الأَغْبِيَاءُ، الشَّعْبُ الفاقِدُ اللُّبِّ، الَّذِي لَهُ عُيُونٌ وَلا يُبْصِرُ، وَلَهُ آذَانٌ وَلا يَسْمَعُ" (إِرْميا 5: 21). |
|