لماذا الله صامت

[Ramez5]

لماذا الله صامت ؟

بالرجوع إلى الكتاب المقدس، إليكم ثلاثة أمورٍ تعلّمتُها عن سبب اختيار الله الصمت أحيانًا، وكيفية التعامل مع صمته.

1. الصمت لأن الوقت غير مناسب
يمكن لله أن يصمت لأنه ليس الوقت المناسب له للتحدث. لقد التزم الله الصمت طويلًا بينما كان بنو إسرائيل يعانون تحت وطأة فرعون. من الصعب قراءة صمت الله "المطبق" في الفصلين الأولين من سفر الخروج، ولكن علينا أن نتذكر أن كلمة الله مرتبطة بالزمن. قبل حدوث ذلك بوقت طويل، كلّم الله إبراهيم عن "أن نسله سيكونون غرباء في أرض ليست لهم، وسيُستعبدون ويُساء معاملتهم أربعمائة عام" (تكوين ١٥: ١٣)
لذا، لم يكن الأمر سوى مسألة وقت. كان الله ينتظر الوقت المناسب، الذي أعلنه مسبقًا، ليتكلم ويتصرف كما فعل أخيرًا في سفر الخروج ٣.

يصمت الله أحيانًا لأنه ينتظر الوقت المحدد للكلام. المهم أن ننتظره في صمت، وأن نتمسك بما قاله سابقًا وننتظر رده.

لأن الوحي ينتظر وقتًا مُحددًا، ويتحدث عن النهاية ولن يُكذب. وإن تأخر، فانتظره، فإنه سيأتي لا محالة ولن يتأخر. حبقوق ٢: ٣


2. الصمت لأن السامعين لا يستمعون
يصمت الله أحيانًا لأننا لا نرغب في الإنصات. في سفر صموئيل الأول ٣: ١، نسمع عن وقتٍ كانت فيه كلمة الرب نادرة. نسمع هذا بعد أن أرسل الله إلى عالي ليخبره باستيائه من عالي لإكرامه أبناءه أكثر منه. عادةً، عندما يتكلم الله بهذه الطريقة، يستجيب الناس بالتوبة والتوسل إلى الله طلبًا لمغفرته. حتى آخاب الشرير كان يعلم أن يفعل هذا، لكن عالي لم يستجب له بأي شكل من الأشكال.

ثم نسمع عن ندرة كلمة الله: سيتكلم الله أقل إن لم نُصغي إليه جيدًا. في هوشع ٥: ٤-٦ نسمع كيف ينسحب الله من الحديث عندما، في غرورنا، نريد فقط انتباهه، لكننا لا نرغب في الاعتراف به بالاستماع إليه.

في صمت الله، من المهم لنا أن نبحث في قلوبنا عن أي عصيان أو فشل في الاعتراف بالله في ما قاله لنا.

احفظ خطواتك عند ذهابك إلى بيت الله. اقترب لتسمع، لا لتذبح ذبيحة الجاهلين الذين لا يعرفون ما يفعلون. (جامعة ٥: ١)


3. الصمت لأن الوضع الحالي هو إرادته
في أحيان أخرى، يصمت الله لأنه مشيئته أن تبقى الأمور على حالها. صمت الله عندما صلى بولس مرارًا وتكرارًا طالبًا الخلاص من الشوكة التي في جسده (كورنثوس الثانية ١٢: ٨). استجاب الله في النهاية، ولكنه في إجابته كشف أنه لن يُغيّر شيئًا لأنه مشيئته أن يبقى الوضع على حاله.

وكما لم يتلق يسوع أي رد عندما صرخ على الصليب (مرقس 15: 34)، فإن صمت الله في بعض الأحيان يعني أن ما نختبره هو إرادة الله السيادية، ونحن بحاجة إلى الصلاة من أجل النعمة لقبول إرادة الله.

يا أبتِ، إن أمكن، فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا، بل كما تريد أنت. متى ٢٦:٣٩

قد تكون هناك أسباب لصمت الله في بعض الأحيان، ولكن مهما طال صمت الله، فإنه في النهاية يتكلم مجددًا.