![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وكانَ في تلك المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي أَمَّا عِبَارَةُ "خَصْمِي" فَتُشِيرُ إِلَى ظَالِمِهَا، ذَلِكَ الَّذِي لَا يُبَالِي بِحَالَتِهَا، بَلِ اسْتَغَلَّ غِيَابَ زَوْجِهَا لِيَهْضِمَ حَقَّهَا وَيَغْتَصِبَ رِزْقَهَا. وَيُرْمَزُ بِهَذَا الخَصْمِ، عَلَى المَعْنَى الرُّوحِيِّ، إِلَى إِبْلِيسَ وَشَهَوَاتِ الجَسَدِ وَالعَالَمِ، كَمَا يَقُولُ بُولُسُ الرَّسُولُ: "وَلَكِنِّي أَشْعُرُ فِي أَعْضَائِي بِشَرِيعَةٍ أُخْرَى، تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلِي، وَتَجْعَلُنِي أَسِيرًا لِشَرِيعَةِ الخَطِيئَةِ، تِلْكَ الشَّرِيعَةِ الَّتِي فِي أَعْضَائِي" (رُومَة 7: 23). فَكَمَا كَانَ فِي تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ وَاحِدَةٌ لَهَا خَصْمٌ وَاحِدٌ ظَلَمَهَا وَهَضَمَ حَقَّهَا وَحَقَّ أَوْلَادِهَا الأَيْتَامِ، كَذَلِكَ فِي مُدُنِنَا وَقُرَانَا الْيَوْمَ كَمْ مِنْ أَرَامِلَ وَأَيْتَامٍ مَحْرُومِينَ مِنْ أَدْنَى مُقَوِّمَاتِ الحَيَاةِ وَالعَدَالَةِ!إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ تُجَسِّدُ صَوْتَ المَظْلُومِينَ فِي كُلِّ زَمَانٍ، وَصَبْرَ المُتَأَلِّمِينَ الَّذِينَ لا يَفْقِدُونَ الأَمَلَ فِي اللهِ، وَيُثَابِرُونَ عَلَى طَلَبِ الحَقِّ حَتَّى يَتَجَلَّى وَعْدُ اللهِ بِالْعَدْلِ وَالخَلاصِ. |
|