فدَعا مَديني سَيِّدِه واحِداً بَعدَ الآخَر وقالَ لِلأَوَّل: كم عَلَيكَ لِسَيِّدي؟
"كَم عَلَيكَ لِسَيِّدي؟": تُشيرُ إلى سُؤالِ الوَكيلِ للمَديون، لِيُنبِّهَهُ على مِقدارِ دَينِه، ويُشعِرَهُ أنَّهُ يُسدِي لهُ مَعرُوفًا بتَخفيضِهِ أو تَسهيلِ سَدادِه. وهُو أسلوبٌ ذَكيّ يَجمَعُ لَهُ أصدقاءَ في وَقتِ الأزمَة، ويَكشِفُ عن بُعدٍ إنسانيّ يُمكِن أن يُصبِحَ لَنا نَحنُ أيضًا مَثَلاً في عِلاقَتِنا مع الفُقَراء والمَحتاجين. وفي البُعدِ الرُّمزيّ، يُمكِنُ أن تَدلَّ هذه العِبارَةُ على الفُقَراء والمَحتاجين، أولئكَ الَّذينَ ليسَ لديهم ما يَأكُلونَ أو يَلبَسون. أليسَ هؤلاء هُم إخوةُ الرَّبّ يسوع؟ فإذا صَرَفنا عَليهِم مِن خَيراتِنا، صَاروا لَنا أصدقاءً يَشهَدونَ لنا في السَّماء. وبهذا تُصبِحُ أموالُنا زمنيَّةٌ مُرتَبِطَةً بِالخَلاص، وتَتحوَّلُ إلى كنزٍ في السَّماء ينفَعُنا حينَ نُغادِرُ هذا العالَم (راجع متى 6: 20).