منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 10 - 2025, 03:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,373,103

مواضيع تعاليم المزامير بصورة واضحة مختصرة نجد أنها تحوي




سفر المزامير
مواضيع تعاليم المزامير بصورة واضحة مختصرة نجد أنها تحوي

أولاً وحدانية الله
- فنقرأ في مزمور ١١٥ اعترافاً صريحاً بالتوحيد فإن الله واحد لا إله سواه هو خالق السماء والأرض بينما آلهة الأمم أصنام. ونقرأ في مزمور ١٤ عن قوم جهال يجرأون على القول بأن ليس إله وربما كان هؤلاء من بني إسرائيل لا من الأمم حولهم. والمزامير بطبيعتها تحوي الكثير من الديانة العملية أي تلك الأمور التي يتوجب علينا أن نتمها ولا يكتفي بالديانة النظرية التي تبحث عن العقل البشري ومعتقداته. فيذكر مثلاً سماء مسقوفة علاليها بالمياه. وآلهة تتكلم كالبشر فتغضب وتحقد وتنتقم ولكن في الوقت ذاته فإن الله رب الجنود هو إله بار وقدوس وكل صنعه بالأمانة عليهم بكل شيء ويملأ كل مكان فمن وجهه أين نهرب. ونجد مسألة تشغل بال المرنم فيتساءل عنها مرة بعد مرة «ماذا يصنع الله بالأشرار وهل يتغاضى عنهم؟» ومع أنه لا يحير جواباً بعض الأحيان لكنه يكتفي بأن الاشرار سيبادون من الأرض وينقطع ذكرهم.

ثانياً طبيعة الله - يكاد المرنم أن يصف الله بشكل بشري كما في مزمور ١٨: ٢٥ و٣٦ مع الرحيم تكون رحيماً مع الرجل الكامل تكون كاملاً. مع الطاهر تكون طاهراً ومع الأعوج تكون ملتوياً. ولكننا نقابل ذلك بما ورد في المزمور الثامن فنجده يسمو بنا إلى الله الذي ما أمجد اسمه في كل الأرض. ونجده في مزمور ١١ هو الإله الأمين الذي نثبت فيه ونركن إليه وهو يراقب جميع البشر ويرى تصرفاتهم. ونجد في كثير من المزامير أن المحتاج والذي في ضيق واضطهاد ينال ملجأ فيه ويحتمي من أي خوف أو أذى. حتى أن بقية الأمم يستطيعون أن يشاطروا بعضهم بعضاً في اغتنام بركات صلاحه الإلهي. وهو وحده الإله الذي يحكم العالمين بالعدل والإنصاف راجع مزمور ٩: ٨.

ثالثاً الله في الوجود - يرى المرنم في هذا الوجود حوله بر الله وحكمته ونجده مرات كثيرة واسع المعرفة والاطلاع بالأنهار ومجاري المياه حوله. يسر بمرأى الجبال وما تحويه كما يفرح بالبرية وما فيه من حيوانات كثيرة متنوعة. حتى العصافير الصغيرة لا يفوته أن يلاحظها. راجع مزمور ١٠٤ ففيه الشيء الكثير من المعارف الطبيعة ذات القيمة العظيمة. ولطالما شاهد جمال الشروق في الصباح أو روعة الغروب في المساء فقال عن الله «يلبس النور كثوب». وربما يصل المرنم إلى أسمى الأفكار وأعظمها في مزمور ١٩ حينما يقول «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَٱلْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ...» وإن هذا الإله الذي أعطى الإنسان خبزاً لكي يقتات به وخمراً تفرح قلبه فهو الذي أعطاه الطبيعة بعنايته الفائقة بالإنسان فهو يرأف به ويريده أن يعود عن إثمه وضلاله إلى طريق الحق والهدى وينتظر الرب ولا يتسرع في تذمره بل يطلب خالقه دائماً. لأن الله مصدر حياتنا ومبعث كل خير فيها لذلك «كَمَا يَشْتَاقُ ٱلإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ ٱلْمِيَاهِ هٰكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا ٱللّٰهُ» (مزمور ٤٢: ١).

رابعاً واجبات الإنسان نحو إلهه -

أن يكون سخياً نحو الفقراء راجع مزمور ١٥ و٢٤.

منصفاً في أحكامه نحو الجميع مزمور ٧٢: ٣و ٤.

نتعلم أن نصنع مشيئته مزمور ١١٩: ٣٣ - ٤٠.

روح الله فينا مزمور ٥١: ١١ - ١٣.

ونجد أن المزامير تشدد على وجوب الحياة التقوية طالما نحن في هذه الدنيا وأن الإنسان التقي ينال جزاءه فيها. وهذا التعليم قد أوجد مشكلة فتساءل الإنسان لماذا هذه الضربات وأنا لا أستحقها. وبالتالي جعل البشر يعتمدون على البر الذاتي. فإذا وقعت مصيبة على إنسان فهي لسبب خطيئة معينة. حتى قد تكون مخفية عن أعين الناس وعن الخاطئ نفسه. وهكذا فإن الله يريد أن يعود عن إثمه ويترك خطيئته ويلتمس رحمة إلهه. ولطالما كانت صرخة الخلاص من المصيبة صرخة الخلاص من الخطيئة التي سببتها. وإذا طلب من الله أن ينزل عقابه العادل على المذنبين فذلك لكي يبرره تجاههم ويفرض حكمه العادل على السكان أجمع.

خامساً أين يسكن الله - ونجد الجواب الصريح في المزمور ١٣٩ مسكنه السماء وكل مكان. بينما هو يسكن بصورة خاصة في هيكله المقدس مزمور ٤٦: ٤ وهذا الهيكل هو الفردوس الثاني حيث يقبل فيه الإنسان بدلاً من أن يطرد. مزمور ١٣٢: ١٤ وهو يسكن صهيون جبل قدسه مزمور ٨٧ حيثما عليه يقوم الهيكل المقدس.

ومما هو جدير بالذكر أن الأمور الأدبية تتمشى يداً بيد مع الأمور الدينية فإن من أهم مطالب الدين هو تطبيقه في الحياة اليومية انظر مزمور ٥٠. وهكذا فإن الذبائح هي بالأولى روحية مزمور ٥١: ١٧. وإذا راجعنا مزمور ٤٠: ٦ - ٨ نجده تمهيداً بالغ الأثر للديانة المسيحية فهو يرتفع من المكافآت المادية والجزاء العالمي لقاء ما نقوم به من واجبات فتصبح الديانة قلبية لا ظاهرية فقط وحقيقية لا طقسية. إن الله حاضر دائماً لكي يستجيب سؤل القلوب المتخشعة المتواضعة أمامه. والله يجيبنا ليس على نسبة ما ننتظر بل على نسبة مشيئته المقدسة ومقصده الصالح. وهكذا فإن تعاليم المزامير كانت أسمى من أفكار الإنسان العادي في ذاك الحين حتى كانت سبب إلهام ونهضة لكل الذين رنموها أو سمعوها.

سادساً الحياة بعد الموت - لا شك كانت فكرة غامضة ولكننا نرى المرنم يؤكد أن لا فرح لنا ولا سعادة ننالها في البعد عن الله لأنه مصدر طمأنينتنا وسلامنا انظر المزامير ١ و٦ و٨ قد نجد ذكراً لا يعتد به بعالم الأموات مزمور ١٦: ١٠ و١١ ومزمور ١٧: ٨ و٩ و٤٩: ٨ - ١٠ و٧٣: ٢٣ فإن هذه المزامير قد نظرت إلى هذه الحياة الدنيا وأما شاؤول - الهاوية فهي موطن الأخيلة ومكان السكوت الأبدي حيثما ينسج العنكبوت بيته وينطفئ ذكر الإنسان لأنه لا يوجد بعد.

سابعاً آماله بالمسيح المخلص - تتشابه المزامير مع أقوال الأنبياء في هذا الموضوع الخطير ومع أن مزمور ١١٠ هو نبوات عن المسيح المنتظر فهو يبحث عن خلاص الأمة وليس خلاص الفرد. لأن الفرد قد يذهب مضمحلاً ولكن الله يعمل بواسطة أمته وشعبه فلا يمحى ذكرهم من الأرض. ويوجد آمال عن المسيح في المزامير ٢ و٨ و١٦ و٤٥ و٧٢ و٨٩. فهذه كلها تذكر أن أياماً سعيدة لا شك قادمة وفيها يتم الظفر والانتصار. ومع أن المزامير هي إلى حد كبير وطنية الصبغة تنظر إلى اليهود بصورة ضيقة - مع ذلك نجد بعض الأفكار السامية التي تشمل أمم العالم أجمع. راجع المزمورين ٩٨ و٩٩ بصورة خاصة. نعم إن المرنم يتلفت إلى الأمم الباقية ولكنه يفعل ذلك بأن يطلب رجوعهم والتهلل بانتصارات الرب حينما يجعل أروشليم عاصمة دنياه ويجري منها الحق والعدالة إلى جميع الشعوب. وكذلك فإن المزمورين ٤٠ و٨٥ هي من أهم المزامير التي تشير إلى المسيح.

وخلاصة القول إن المزامير هي أشبه بزهور البرية في فصل الربيع بما فيها من مختلف الأشكال والألوان وبما تبعثه من شذا منعش للأبدان والأرواح. وجمال هذه الزهور هو ليس بما فيها من انسجام بل بما فيها من تنوع وأشكال مختلفة. فالمزامير تعبر عن الطبيعة البشرية بما فيها من أعماق ومعان. وكما أن زهور البرية هي عنوان التنوع والحرية إذا لم تأخذها يد الإنسان لتضعها في الجنائن. كذلك فإن المزامير هي تعابير صارخة عن آلام البشرية وأحزانها كما هي هتافات الابتهاج والانتصار. ونجد أن الدين الحقيقي قد لمسها بيده المهذبة المرقية فزاد على طابعها الشعري العالي رسالتها الروحية المنعشة. وقلما نرى حالة من حالات النفس أو خلجة من خلجات القلب إلا نجد ما يقابلها في المزامير. فهي تمسو بنا إلى الأعالي تارة ثم تارة أخرى تهبط بنا إلى الأعماق فبينما نحادث النجوم ونسمعها بغير كلام إذا بنا نهبط إلى ظلمات الشقاء. فنبكي مع الباكين ونتألم مع المتألمين.

ففي أوقات الشكر لنقرأ المزامير ١٠٣ و١٠٧ و١٢٧.

وفي أوقات الحزن لنقرأ ٢٣ و٨٤.

وفي أوقات المخاطر لنقرأ ١٢١ و١٢٥ و٢٧ و٢٢ و٤٦ و١٣٩ و٩١.

ولدى لقاء الأحباء بعد طول غياب فنقرأ ١٣٣. ولأجل الغفران لنقرأ ٥١ و١٣ و٣٤.

ولدى ولادة مولود في عائلة لنقرأ ١٢٨ و١١٧ و١٢٧.

وفي الأعياد الوطنية وذكريات العزة القومية لنقرأ ١٢٢ و٩٠ و٩٥ و١٠٠.

وحينما نعد أنفسنا للصلوات الصباحية أو المسائية فلنقرأ ١٥ و٢٤ و١٩ و٦٣.

ولا غرو أن نجد الكنيسة منذ أقدم عصورها تستعمل المزامير كأسمى الوسائل للعبادة وأفعلها في النفوس البشرية. فنحن في حاجة إلى المزامير لأجل التأملات الروحية أفراداً وجماعات فهي أشبه بالمرآة النقية التي تعكس شعورنا وعواطفنا في مختلف الأحوال. وما المزامير سوى اختبارات روحية عميقة رنمها رجال الله الأتقياء ووجدوا فيها تعزية وتشجيعاً وقوة وسلوى وما وجدوه عندئذ نجده نحن الآن.

فلنطالع المزامير بلذة وطلب استفادة لأنها صادقة في تعبيرها عن حقائق الحياة الحاضرة كما كان في الماضي ولأن وصفها للشعور الداخلي يأخذ بمجامع القلوب ويأسر الأفكار ولأنها تدفعنا لطلب العفو فنستغفر الله عما مضى من خطايا وذنوب. وفي الوقت ذاته تدفعنا لكي نتشجع بهذه الاختبارات الثمينة فما حصل عليه أولئك قد نحصل عليه نحن. ونجد الدافع البشري قريب المنال من الإلهي مما يدفعنا إلى الأمام ويسمو بأفكارنا إلى الأعالي. فالمزامير هي مجموعة الفن الخالد الذي لا يستطيع الزمان أن يبلي جدتها ولا يغير من روعتها وجمالها فهي نسمات منعشة للحياة الروحية بل غذاء وريّ وسقياً فلنكن بها مولعين مشغوفين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بعض تعاليم المزامير الهامة
أنها معادلة صعبة تواجه الخريجين والآباء بصورة أكبر
سلسلة من الحوادث بعد الميلاد ظهرت فيها مريم العذراء بصورة واضحة
ذخائر ناضحة دماً للقديس جاورجيوس يتبرّك منها المؤمنون في شوارع بلدة رحبة.
خالد يوسف: أتمنى تقديم ''أولاد حارتنا'' لأثبت أنها لا تحوي أي إهانة للذات الإلهية


الساعة الآن 10:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025