![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "كما يحرك النسر عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه، ويأخذها ويحملها على مناكبه، هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه إله أجنبي" [11-12]. يحرك النسر عشه ثم يبسط جناحيه ويرف على جناحيه لكي يلزم صغاره على الاستعداد لترك العش والتمرن على الطيران. هكذا حرك الله كل ما هو حول شعبه بالضربات العشرة لكي يحركهم للرحيل من أرض مصر، والطيران في البرية لكي يدخلوا إلى أرض الموعد أو بالأحرى لكي يحملهم إليه. إذ يقول: "وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليّ" (خر 19: 4). محبة النسور لصغارها ليس أن تحميها فحسب، بل أن تعلم صغارها وتدربهم على الطيران، فهي ليست محبة خاملة قاتلة لهم، لكنها محبة عاملة تسند الصغار وتهبهم إمكانيات جديدة. هكذا يحرك الله حياتنا لكي تنطلق في برية هذا العالم وسط الآلام كمن يطير إلى حضن الله، ونجد لنا فيه استقرارًا وراحة. إنه لا يحركنا نحو الحياة المترفة المدللة، لكن لكي يحمينا ويحوط حولنا وفي نفس الوقت نطير كما إلى السماء غير مبالين بضيقات العالم وتجاربه. سبق أن تحدثنا عن جناحي الله أثناء دراستنا لسفر المزامير (مز 17: 8)، ورأينا أن جناحي الله هما المحبة والرحمة كقول القديس أغسطينوس. كما يشيرا إلى جناحي الكاروبيم المظللين على تابوت العهد حيث كان مجد الله يظهر هناك. ويرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أنه يليق بالمؤمن ليس فقط أن يحتمي تحت جناحي الله، وإنما أن يسترد جناحيه اللذين فقدهما بالخطية. * جناحا الله يمثلان قوة الله وبركاته وعدم فساده وما إلى ذلك. كل هذه الخصائص الإلهية وُجدت في الإنسان حينما كان يشبه الله في كل شيء. لكن انحرافنا إلى الشر سلبنا أجنحتنا، ومن ثم أُعلنت نعمة الله لنا وأنارتنا. برفضنا الفساد والشهوات العالمية ينمو فينا جناحا القداسة والبر من جديد. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * يمكن تفسير هذه العبارة (تث 32: 11؛ مز 91: 1) بخصوص المخلص، إذ قدَّم لنا ظل (ملجأ) جناحيه على الصليب... لقد ارتفعت يد الرب إلى السماء ليس طلبًا لمعونة، وإنما لكي تظللنا نحن خليقته البائسة. القديس جيروم وحده حرك شعبه للخلاص، أما الآلهة الأجنبية الوثنية فكانت عاجزة عن تقديم الخلاص للمصريين. |
|