أستيرتقوى وشجاعة :
واجهت أستير موقفاً من أصعب المواقف التى نقرأ عنها فى الكتاب. فلقد تعرَّض شعبها لمؤامرة إبادة وصدر مرسوم ملكى بهذا. وكانت قرارات المملكة لايمكن الرجوع فيها لأن الكتابة التى تُكتب بإسم الملك وتُختم بخاتمه لاتُرَّد» (ص 8: 8). كيف تصرفت أستير؟ طلب منها مردخاى أن تدخل إلى الملك وتتضرع إليه لأجل شعبها. لكن المشكلة أن الملك لايقبل دخول أى رجل أو إمرأة إليه مالم يَدْعُه. وما لم يمد الملك قضيب الذهب للشخص الداخل فإن مصيره القتل.
كان أمام أستير خطر الموت إذ أنها لمدة ثلاثين يوماً لم تُدعَ للدخول إلى الملك، لكنها مع ذلك لم تتراجع بل بشجاعة فائقة قالت «فإذا هلكت هلكت» . لجأت أستير إلى أقوى وسيلة لمواجهة الأزمات : الصوم والصلاة. فقد أوصت مردخاى أن يصوم هو وأفـراد شعبهــا الموجـودون بشوشن لمدة ثلاثة أيام وصامت هى أيضاً وجواريها ذات المدة (إقرأ ص4). فتدخل الرب بصورة عجيبة وأعطاها نعمة فى عينى الملك كما أعطاها حكمة فى عرض قضيتها. وتم إنقاذ شعبها وحوَّل الله المؤامرة ضدهم إلى نجاة ونُصرة لهم.