«وقال لي يا ابن آدم كُلْ ما تجده. كُلْ هذا الدَرج واذهب كلِّم بيت إسرائيل. ففتحت فمي فأطعمني ذلك الدَرج... فأكلته فصار في فمي كالعسل حلاوة» (3: 1-3)
كلمة الله سلاح الخادم «سيف الروح الذي هو كلمة الله» (أفسس6: 17)، لكن عليه أولاً أن يأكلها ويهضمها، ثم يتكلم بها؛ وهذا ما نفهمه من أكل الدَرج. فعلينا أن ندرس الكلمة، وأن نجعلها تدخل إلى أعماق كياننا فتُشكِّل أفكارنا وميولنا. أن تسكن فينا وأن تكون ثابتة فينا، ثم بعد ذلك نتكلم بها. ترى كيف نتعامل مع الكلمة؟ هل نُقدِّرها؟ هل نأكلها؟ قال أيوب «أكثر من فريضتي (طعامي اللازم) ذخرت كلام فيه» (أيوب23: 12). وقال إرميا «وُجد كلامك فأكلته. فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» (إرميا 15: 16).
ويبدو أن حزقيال في البداية أبقى الدرج في فمه ولم يبلعه، وهو بهذا يشبه كثيرين ممن يعرفون الكتاب بعقولهم فقط، لذا أمره الرب «يا ابن آدم أَطعِم بطنك واملأ جوفك» (3: 3). إن الله يريد للحق أن يصل إلى أعماقنا، وأن نخضع له ونطيعه في حياتنا «خبأت كلامك في قلبي، لكيلا أخطئ إليك» (مزمور119: 11).