نحميا
كان رجلاً على استعداد أن يضحي بحقوقه الشخصية لأجل صالح شعبه فمع كونه والياً على الشعب، لكنه لمدة 21 سنة تخلّى عن حقوقه المادية، ولم يطالب الشعب بما ينبغي أن يقدِّموه له كضريبة تُقدَّم للوالي. «أما أنا فلم أفعل هكذا، من أجل خوف الله. وتمسكت أيضاً بشغل هذا السور ولم اشترِ حقلاً» (5: 15 ،16).
فضلاً عن استضافته لعدد كبير من الولاة وغيرهم، على مائدته بصفة مستمرة. لكنه يقول هذه الكلمات المؤثرة «ومع هذا لم أطلب خبز الوالي لأن العبودية كانت ثقيلة على هذا الشعب» (5: 18).
تُرى أ يوجد بيننا من لهم هذه المواصفات النادرة؟ هل يوجد من هو على استعداد أن يترك مركزاً مرموقاً في الدنيا لكي يخدم السيد. حقاً إن مراكز الدنيا كلها ليست شيئاً إزاء شرف خدمة المسيح.
ذكر أحد الكتاب هذه القصة : “عندما دُعى وليم كاري، أبو الإرساليات الحديثة، أن يكون وزير الهند في الوزارة البريطانية، لمعرفته بالهند وبرجالها، أجاب بكلمات نحميا «إني عامل عملاً عظيماً فلا أقدر أن أنزل»؛ وعندما قدمت له بلاده مائه ألف جنيه استرليني لخدمة قام بها، حوّل المبلغ كله للعمل المرسلي!”.