![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() والقتل والخطف مع الاستمتاع والتلذذ بالملاهي المختلفة، التي ينفق الإنسان الكثير في طريق حصوله عليها؟ ج2: هذه هي المشكلة أن الشيطان يريدنا أن نُميِّز بين خطايا وخطايا. هناك خطايا ينفر كل الناس منها، وأخرى يُقبل الناس عليها. يصور أمامنا الأشياء المؤلمة، بل أحيانًا يدعنا نسأل: لماذا صنع الله القتل والدمار في العالم؟ ليغرس في أفكارنا أن الله هو المسؤول عنها. وفي نفس الوقت يبرز متعة أشياء أخرى جذابة ولا يريدنا أن نسميها خطية، ويخفف وقعها على الضمير فنحبها «مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ». وكما ذكرت أنت فإن الإنسان مستعد أن ينفق في طريق الحصول عليها، بل أُضيف لكلامك أن تجارة العالم وأمواله أغلبها يتدفق حاليًا في اتجاهين. الأول، تجارة السلاح والشراسة التي نشتكي منها. والثاني، تجارة الجنس والمخدرات والقمار (المُتع التي يسعى لها الإنسان، وما يُسمَّى وسائل الرفاهية المختلفة مثل الملاهي والمواقع الإباحية والصحف الصفراء، والقنوات الفضائية التي تبث الدنس وتدمر الأولاد والبنات منذ نعومة أظافرهم، والتي أصبحت في متناول الجميع حتى الأطفال، وهذه وتلك في نظر الله خطية. س3: فسِّر لي أكثر .. ج3: خذ مثلاً العالم الغربي، والذي يقال عنه العالم الأول أو الدول المتحضرة، في دساتيره وقوانينه التي اتفقوا عليها، يدين بشدة كل ما يعمله الإنسان في حق أخيه الإنسان، يدين الإهانة والظلم والكذب، وعدم المساواة والقتل، ويطالب بشدة بالحرية وحق الإنسان في الحياة الكريمة، وأن يكون له مطلق الحرية في الاختيار، وهذا صحيح جدًا إنسانيًا. لكنه لا يدين مطلقًا بل ويرفض تمامًا إدانة ممارسات أخرى مثل النجاسة والدعارة والقمار ويعتبرها حرية شخصية. بل يوفر هذه المُتع للإنسان علنًا ولا يبحث فيها عما هو شرعي أو غير شرعي. فكل ما ليس فيه اعتداء على حق الآخرين مباح. وأغلب دول العالم الغربي صرَّحت رسميًا بزواج الشواذ جنسيًا، معتبرين أن هذا من حقوق الإنسان. وهم يرفضون هذا الاسم ويسمونه ’’زواج المثليين‘‘، ويدينون كل مَنْ ينتقدهم. وربما نتذكر ما حدث في الولايات المتحدة منذ حوالي 15 سنة مع أحد رؤسائها الذي ارتكب فعلاً فاضحًا مع إحدى العاملات معه، فقامت الدنيا ولم تقعد، ولكنها لم تُدِن الفعل الفاضح بل أدانت أنه كذب ولم يوف بالقسم الذي أقسمه. وفي فنلندا أتذكر سنة 1955 أن صدر حُكم قضائي على قس بالسجن لمدة عام لأنه أعلن أن الكتاب المقدس يعتبر الشذوذ الجنسي خطية. هذا هو تقييم العالم المتحضر للأمور. وباختصار الإنسان الطبيعي في أفضل حالاته وفي أسمى مستويات تعليمه وتحضره، يعتبر أن السلطة الوحيدة هي حرية الإنسان التي لا ينبغي الاعتداء عليها. والاعتداء عليها هو الخطية. لكنه ينسى أو يرفض علنًا أن الخطية قبل أن تكون خطأ في حق الآخرين، هي خطأ في حق الله، هي العصيان والبعد عن طاعته. |
|