المسيح والسلطة السياسية | المسيح وبيلاطس

[walaa farouk]

وقف المسيح أمام أعلى سلطةٍ سياسيّةٍ
والتي تتمثّل في بيلاطس البنطيّ الرئيس الروماني لمنطقة يهوذا،
تكلّم معه المسيح أثناء المُحاكمة مرّتين،
مرّة وضّح له فيها أنّه ملك، ولكن مملكته ليس من هذا العالم
واجتذبه المسيح وجعله يسأله ما هو الحقّ؟
كان يسأل السؤال الصحيح للشخص الصحيح في الوقت الصحيح،
ولكن خرج بيلاطس وهو لا يجد ذنبًا للمسيح يستحقّ إدانته
، ولكن مع ضغط شعب اليهود خضع لهم وليس للحقّ المُتجسّد أمامه. فأصدر أمرًا بجلده.
والمرّة الثانية حينما وضّح بيلاطس للمسيح سلطانه على حياته
أو موته حين قال له «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟»
(إنجيل يوحنا 19: 10). وبكلّ جرأة جاوبه المسيح: «لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ،
لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ.». مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ،
وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ.
كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!» (إنجيل يوحنا 19: 11-12).
فمع أنّ بيلاطس كان الحاكم ولكنّه كان أضعف من أن يُنفِّذ صوت الحقّ
، ومع أنّ المسيح هو الذي في موقف ضعف أظهر قوّةً وشجاعةً غلبت الحُكّام والرؤساء.
فأصدر أمرًا بصلبٍ المسيح خوفًا من اليهود، وغسل يديه من ذنبه
«فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ
، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلًا:
«إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ!» (إنجيل متّى 27: 24).
خاف الحاكم من الشعب، وخاف على مكانته عند القيصر،
فأصدر أمرًا بصلب المسيح. وجاءت ثورة نيرون وحرق روما،
ويُخبرنا التاريخ بموت بيلاطس منتحرًا، ويُخبرنا أيضًا بقيامة المسيح من الأموات.
وأنت يا عزيزي، لا تخف أن تقف مع الحقّ يومًا، فالحقّ ينتصر في النهاية دومًا.