![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فقالَ لَه سائِرُ التَّلاميذ: رأَينا الرَّبّ. فقالَ لَهم: إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لن أُومِن "لَنْ أُومِنَ"، فَتُشِيرُ إِلَى رَفضِ تُومَا تَصْدِيقَ شَهَادَةِ الجَمَاعَةِ الرَّسُولِيَّةِ. فَهُوَ يَرْفُضُ أَنْ يُصَدِّقَ أَقْوَالَ الغَيْرِ، وَيُرِيدُ بُرهَانًا حِسِّيًّا وَعَمَلِيًّا، وَفِي ذَلِكَ يُمَثِّلُ كُلَّ مَن يَشكُّونَ فِي قِيَامَةِ يَسُوعَ (مَتَّى 28: 17)، وَيَطلُبُونَ أَنْ يَرَوا وَيَلمَسُوا لِيُؤْمِنُوا. تُومَا شَكَّ، وَمَا آمَنَ قَبلَ أَنْ يَرَى. ؤ وَيَقُولُ القِدِّيسُ أُوغُسطِينُوس: "تُومَا شَكَّ، عَلَى أَنَّهُ لَا يَجِبُ أَنْ نَشُكَّ نَحنُ". فَالواقِعُ يُظْهِرُ أَنَّ البَعضَ يَحتاجُونَ إِلَى الشَّكِّ لِيُؤمِنُوا. فَإِذَا أَدَّى الشَّكُّ إِلَى سُؤَالٍ، وَالسُّؤَالُ إِلَى جَوَابٍ، وَكَانَ الجَوَابُ مَقْبُولًا، فَـالشَّكُّ يُعَمِّقُ الإِيمَانَ. فَـشَكُّ تُومَا كَانَ إِيجَابِيًّا يُرِيدُ بِهِ الحُصُولَ عَلَى رُؤيَةٍ لِلرَّبِّ. أَمَّا إِذَا أَصْبَحَ الشَّكُّ "عِنَادًا"، وَصَارَ العِنَادُ أُسْلُوبَ حَيَاةٍ، فَـإِنَّ الشَّكَّ هُنَا يُضِرُّ بِالإِيمَانِ. وَيُعَلِّقُ البَابَا غِرِيغُورِيُوس الكَبِير: "عَدَمُ إِيمَانِ تُومَا كَانَ أَكْثَرَ نَفْعًا لِإِيمَانِنَا مِن إِيمَانِ التَّلَامِيذِ المُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ إِذْ رَجَعَ إِلَى الإِيمَانِ بِلَمْسِ يَسُوعَ، تَحَرَّرَتْ أَذْهَانُنَا مِنْ كُلِّ شَكٍّ، وَصَارَتْ ثَابِتَةً فِي الإِيمَانِ." تَصف هذه الآية شَخصيَّة توما من ناحية وديناميكية الشَّك والإيمان من ناحية أُخرى. |
|