كانت العادة لدى الأمم الوثنيَّة أن تسقط عقوبة مرتكب الجريمة على الأسرة كلها. حقًا لقد هدَّد الله شعبه بأنَّه يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيه (خر 20: 5)، لكي يحذِّرهم من ثمار الخطيَّة المُرَّة وأثرها على الأبناء والأحفاد، ولكي يردعهم لأن الإنسان أحيانًا لا يبالي بالعقوبة التي تحل عليه، لكنَّه يخشى جدًا أن تحل على أولاده وأحفاده. يلزم ألاَّ يستغل القضاة هذا التهديد الإلهي ويظنُّون أن في سلطانهم معاقبة أحد أفراد الأسرة من أجل عضو آخر فيها.
إذ يتعرَّض للحياة الأسريَّة تؤكِّد الشريعة للقضاة ألاَّ يُعاقب عضو من الأسرة بسبب عضو آخر، إنَّما يلتزم كل واحد أن يتحمَّل مسئوليَّة نفسه.