![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هل من العدالة أن تحمي إنسانًا هاربًا؟ أولًا: لا يُفهم هذا القانون أنَّنا نحمي هاربًا من القانون، خاصة إن كان قد ارتكب جريمة ما، إذ يختم القانون بقوله: "لا تظلمه" ممَّا يدل على أنَّه يتحدَّث عن العبد الهارب من الظلم الذي كان يلاحقه. ثانيًا: يرى البعض أن العبد هنا هارب من سيِّد وثنيٍ، من بلدٍ مجاورة، وقد جاء يحتمي في شعب الله ويتعبَّد لله حيث يجد سلامه الداخلي وراحته اللائقة في الله. ثالثًا: يود الله من شعبه وأبنائه أن يكونوا ملجأ خاصة لمن هم في ضيقة، كحماية العبد الهارب من قسوة سيِّده، مع الاهتمام بالضعفاء المظلومين. وقد عرف ملوك إسرائيل بهذه الفضيلة كما يظهر من قول العبيد لبنهدد ملك الأموريِّين (1 مل 20: 30). رابعًا: يرى البعض أن هذا التشريع يكشف عن مقاومة الله للعبوديَّة. ففي نفس السفر يشدِّد الله على المؤمن أن يرد كل ما هو مفقود لأخيه سواء كان عبرانيًا أو أمميًا، نجده يشدِّد ألاَّ يُرد العبد إلى سيِّده. فإنَّه ليس من حق الإنسان أن يملك إنسانًا ويستعبده. وقد سبق لنا الحديث عن نظرة الكتاب المقدَّس للعبوديَّة. لا يقف الأمر عند عدم رد العبد لسيِّده، وإنَّما يلتزم المؤمن أن يُعد له مكانًا ليعيش ويعمل. خامسًا: بينما يؤكِّد الكتاب المقدَّس أنَّه ليس من حق إنسانٍ أن يمتلك إنسانًا، أوضح أن الله وحده من حقِّه أن يمتلكنا له. "لأنَّكم قد أشتُريتُم بثمن، فمجِّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1 كو 6: 20). مَنْ يستعبد نفسه لله يتحرَّر داخليًا من كل عبوديَّة. وكما يقول القدِّيس أرسانيوس: "كن عبدًا لسيِّد واحدٍ خير من أن تكون عبدًا لسادة كثيرين". |
![]() |
|