بعد أن تحدَّث عن التدقيق في الطهارة والنقاوة روحيًا وجسديًا وطقسيًا حتى في أمور الطبيعة الضروريَّة التي تبدو تافهة قدَّم لنا شرائع تكشف عن مدى تدقيق الإنسان في كل أمور الحياة. ابتدأ بالحديث عن العبد الأجنبي الذي يهرب من سيِّده بسبب ما يحل به من ظلم. "عبدًا أبق إليك من مولاه لا تُسلِّم إلى مولاه. عندك يقيم في وسطك في المكان الذي يختاره في أحد أبوابك حيث يطيب له. لا تظلمه" [15-16].
واضح أن الشريعة الموسويَّة وإن كانت لم تلغِ نظام العبوديَّة لكنَّها بكل الطرق تحث المؤمن على الترفُّق بالعبيد ومعاملتهم كأخوة. إن كان الله قد أعطى الشعب أرض الموعد ملجأ لهم بعد أن حرَّرهم من عبوديَّة فرعون، فإنَّه يشتهي أن يقتدي شعبه به، فيفتحون قلوبهم وبيوتهم لكل نفس متألِّمة أو متضايقة.