تلزمنا الشريعة أن نضم الثور أو الخروف الضال، لا أن نبعث إرساليَّة إلى صاحبه كي يأتي ويأخذه، فإن لعامل الزمن أهميَّة قصوَى. كل تأخير في ضم الخروف قد يسبب ضررًا له. لنحمل الخروف ونأتي به إلى صاحبه أو إلى مرعاه بأسرع فرصة ممكنة.
إن لم نعرف صاحب الحيوان أو مرعاه، فلنحمله إلى بيتنا أو مرعانا كأمانة نحفظها وننفق عليها حتى نعرف صاحبها.
جاءت الترجمة الحرفيَّة لكلمة "شارد" "مسحوبًا"بمعنى متى رأى الإنسان إحدى حيوانات أخيه يسحبها آخر لا يقف مكتوف الأيدي، ولا يسلك بروح السلبيَّة، بل يتصرَّف بما يليق كإنسانٍ أمينٍ مع صاحب الحيوان. كما أن الله لم يقف سلبيًا أمام انهيارنا حيث سلَّمنا أنفسنا لعدو الخير، وصرنا كغنمة يسوقها ويضلِّلها بعيدُا عن حظيرتها، فجاء الراعي الصالح وبذل ذاته من أجل كل حمل، لكي يردُّه إلى الحظيرة السماويَّة. هكذا لا نقف نحن في سلبيَّة إن سلب أحد إحدى حيوانات أخينا. ولا نقف في سلبيَّة إن سلب عدو الخير نفس أخينا أو ذهنه أو إرادته من المرعى السماوي لينحدر به إلى الجحيم.