![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "تكون كاملًا لدى الرب إلهك. إن هؤلاء الأمم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين والعرَّافين، وأمَّا أنت فلم يسمح لك الرب إلهك هكذا" [13-14]. بنفس الروح يقول الرسول بولس: "فأقول هذا وأشهد في الرب أن لا تسلكوا فيما بعد كما يسلك سائر الأمم أيضًا بُبطل ذهنهم، وأمَّا أنتم فلم تتعلَّموا المسيح هكذا" (أف 4: 17، 20). يقول أيضًا مع برنابا الرسول: "الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طرقهم" (أع 14: 16). لقد ترك الأمم في طرقهم الرديئة فحطَّموا أنفسهم، أمَّا شعب الله فيسلك في طريق الرب. غاية منعنا من هذه الطرق الخاطئة هي شوق الله إلى كمالنا: "تكون كاملًا لدى الرب إلهك" [13]. إنَّه لا يطلب حرماننا من شيء بل يطلب شبعنا به وكمالنا فيه. اعتمد أتباع بيلاجيوس على الآية [13] في إمكانيَّة الإنسان أن يصير كاملًا بذاته، قائلين أمَّا إن السامعين قادرين على تنفيذ ذلك أو يكون الخطأ ممَّن وضع وصيَّة مستحيل تنفيذها. وقد أجاب القديس جيروم على ذلك قائلًا بأن هذا ما يطلبه الله للجهاد من أجله لكن حتى رسل المسيح أنفسهم لم يكونوا كاملين بعد. يدعونا الله إلى الكمال، أو إلى النمو الدائم في الحياة الكاملة، لكن يليق بنا أن نميِّز بين الكمال الإلهي المطلق والكمال عمد الإنسان. * كما أن نهاية الحياة هي بداية الموت، هكذا التوقُّف في سباق الفضيلة علامة بداية السباق في الشر. * ما يحمل علامات الحدود فهو ليس بفضيلة. * من يسعى نحو الفضيلة الحقيقيَّة لا يشترك إلاَّ في الله، الذي هو نفسه الفضيلة المطلقة. * كما قلت ليس للكمال حدود، حدود الفضيلة هي غياب للحدود. كيف يمكن لشخص أن يبلغ طلب الحدود حيث لا يمكن أن توجد حدود. * لا يتجاهل أحد أمر الرب القائل: "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل" (مت 5: 48). فإنَّه في حالة الأمور الصالحة بطبيعتها، فإنَّه وإن كان البشر يدركون عجزهم عن بلوغ كل شيء، لكن ببلوغهم جزء منها ينالون كرامة عظيمة. * يليق بنا أن نظهر اجتهادًا عظيمًا ألاَّ نسقط من الكمال الذي يمكن بلوغه بل نطلبه قدر المستطاع. إلى هذا الحد لنتقدَّم في هذا الأمر الذي نسعى فيه. فإن كمال الطبيعة البشريَّة يكمن ربَّما في ذات النمو في الصلاح. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
|