![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كَلِمَةُ "ٱلْحَيَّةِ" فِي ٱلْعِبْرِيَّةِ נָחָשׁ (نَحَاش) تَرْمُزُ إِلَى ٱلْمَوْتِ لِأَنَّ ٱلْمَوْتَ دَخَلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ بِوَاسِطَةِ ٱلْحَيَّةِ (تَكْوِين 3). يَقُولُ ٱلْقِدِّيسُ أُوغُسْطِينُوس: "إِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْحَيَّاتُ ٱلَّتِي تَلْسَعُ؟ إِلَى ٱلْخَطَايَا ٱلآتِيَةِ مِنَ ٱلْجَسَدِ ٱلْفَانِي. وَمَا هِيَ ٱلْحَيَّةُ ٱلَّتِي رُفِعَتْ؟ إِنَّهُ مَوْتُ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلصَّلِيبِ. لَدْغَةُ ٱلْحَيَّةِ تُعْطِي ٱلْمَوْتَ، أَمَّا مَوْتُ ٱلرَّبِّ فَيُعْطِي ٱلْحَيَاةَ." وَيُعَلِّقُ ٱلْعَلَّامَةُ أُورِيجَانُوس: "ٱلْحَيَّةُ ٱلَّتِي رُفِعَتْ تُمَثِّلُ ٱلسَّيِّدَ ٱلْمَسِيحَ حَامِلَ خَطَايَانَا؛ فَهِيَ مِنْ نَاحِيَةٍ تُشِيرُ إِلَى ٱلْحَيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلَّتِي سَمَّرَهَا ٱلْمَسِيحُ بِصَلِيبِهِ وَجَرَّدَهَا مِنْ سُلْطَانِهَا عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَهِيَ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ صَارَ مِثْلَنَا فِي شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيئَةِ." ٱلْحَيَّةُ ٱلنُّحَاسِيَّةُ لَهَا بُعْدٌ تَارِيخِيٌّ أَيْضًا: فَفِي مَنَاجِمِ "عَرَبَة" كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَ ٱلنُّحَاسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ عَشَرَ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، وَقَدْ عُثِرَ فِي مَدِينَةِ "تِمْنَة" (فِي ٱلنَّقَبِ) عَلَى حَيَّاتٍ نُحَاسِيَّةٍ صَغِيرَةٍ كَانَتْ تُسْتَعْمَلُ لِلْوِقَايَةِ مِنَ ٱلْحَيَّاتِ ٱلسَّامَّةِ. وَيُفَسِّرُ سِفْرُ ٱلْحِكْمَةِ حَادِثَةَ ٱلْحَيَّةِ ٱلنُّحَاسِيَّةِ بِمَعْنَى ٱلرَّحْمَةِ وَٱلْخَلَاصِ: "كَانَتْ لَهُمْ عَلَامَةُ خَلَاصٍ تُذَكِّرُهُمْ وَصِيَّةَ شَرِيعَتِكَ، فَكَانَ ٱلْمُلْتَفِتُ إِلَيْهَا يَخْلُصُ لَا بِذٰلِكَ ٱلَّذِي كَانَ يَرَاهُ بَلْ بِكَ يَا مُخَلِّصَ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ" (ٱلْحِكْمَةُ 16: 6-10). إِذًا لَمْ يَكُنْ لِلْحَيَّةِ قُوَّةٌ فِي ذَاتِهَا، بَلْ كَانَتْ عَلَامَةً تُشِيرُ إِلَى ٱللَّهِ، شَافِي ٱلنُّفُوسِ وَٱلْأَجْسَادِ. وَيُعَلِّقُ ٱلْقِدِّيسُ أَفْرَامُ ٱلسُّرْيَانِي: "كَانَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا أَنَّ ٱلثُّعْبَانَ ٱلَّذِي قَادَ آدَمَ إِلَى ٱلْمَوْتِ، هُوَ نَفْسُهُ يَقُودُهُمْ نَحْوَ ٱلْهَلَاكِ. لِذَا عَلَّقَ مُوسَى ٱلثُّعْبَانَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ حَتَّى يُذَكِّرَهُمْ بِشَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. وَٱلَّذِينَ نَظَرُوا إِلَيْهِ تَابُوا وَنَدِمُوا عَلَى خَطَايَاهُمْ، فَخَلَصُوا، لَا بِفَضْلِ ٱلثُّعْبَانِ بَلْ بِفَضْلِ ٱلتَّوْبَةِ." ٱحْتَفَظَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِٱلْحَيَّةِ ٱلنُّحَاسِيَّةِ فِي تَرْحَالِهِمْ بِٱلْبَرِّيَّةِ، ثُمَّ جَاءُوا بِهَا إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. لَكِنْ مَعَ مُرُورِ ٱلزَّمَنِ ٱتَّخَذُوهَا وَثَنًا وَعَبَدُوهَا، فَقَامَ ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا بِتَحْطِيمِهَا: "حَطَّمَ ٱلْحَيَّةَ ٱلنُّحَاسِيَّةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى، لِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يُوقِدُونَ لَهَا" (2 مُلُوك 18: 4). مِنْ هُنَا نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْحَيَّةَ ٱلنُّحَاسِيَّةَ لَمْ تَكُنْ إِلَّا رَمْزًا مُؤَقَّتًا، يُشِيرُ إِلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي "مَتَى رُفِعَ" عَلَى ٱلصَّلِيبِ جَذَبَ إِلَيْهِ ٱلْجَمِيعَ (يُوحَنَّا 12: 32)، وَصَارَ هُوَ ٱلطَّبِيبَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَدَوَاءَ ٱلْخَلَاصِ مِنْ لَدَغَاتِ ٱلْخَطِيئَةِ وَٱلْمَوْتِ. |
|