أعد أبشالوم الخطة، ولما طاب قلب أخيه أمنون بالخمر والسكر قتله غلمان أبشالوم كطلب سيدهم. عندئذ ركب بنو الملك بغالهم وهربوا. وفيما هم في الطريق بلغ داود أن أبشالوم قتل جميع بنيه. قام الملك ومزق ثيابه واضطجع على الأرض وكان جميع عبيده واقفين بثياب ممزقة. لكن يوناداب أدرك الأمر فأخبر داود أن أبشالوم انتقم لأخته من أمنون وحده...
لقد جنى أمنون ثمر نجاسته، وأيضًا استسلامه للسكر؛ يقول سليمان الحكيم: "لمن الويل؟ لمن الشقاوة؟ لمن المخاصمات؟ لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لا تنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة، في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان" (أم 23: 29-32).
قدم أبشالوم لأمنون خمرًا يحمل سم الموت، أما مسيحنا فيقدم نفسه الكرمة الحقيقية التي تثمر خمر الحياة، حيث يسكر القلب بالحب الإلهي، متهللًا بالحياة معه في السمويات. لذا قيل: "خمر تفرح قلب الإنسان" (مز 104: 15).
يقول العلامة أوريجانوس: [إن كان القلب هو الجزء العقلي (في الإنسان)، وما يفرحه هو "الكلمة" الذي يبهج أفضل من كل شرب، حيث ينزع عنا الأمور البشرية ويهبنا الإحساس بالوحي ويسكرنا بمسكر إلهي وليس مسكرًا غير عاقل، فإنني أدرك ما فعله يوسف حين روى إخوته بالخمر (تك 43: 34)... (المسيح) هو الكرمة الحقيقية، عناقيده التي يحملها هي الحق، والتلاميذ هم أغصانه، هؤلاء أيضًا يثمرون الحق كثمر لهم].