![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() مسح داود ملكًا على يهوذا: 1 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ دَاوُدَ سَأَلَ الرَّبَّ قَائِلًا: «أَأَصْعَدُ إِلَى إِحْدَى مَدَائِنِ يَهُوذَا؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اصْعَدْ». فَقَالَ دَاوُدُ: «إِلَى أَيْنَ أَصْعَدُ؟» فَقَالَ: «إِلَى حَبْرُونَ». 2 فَصَعِدَ دَاوُدُ إِلَى هُنَاكَ هُوَ وَامْرَأَتَاهُ أَخِينُوعَمُ الْيَزْرَعِيلِيَّةُ وَأَبِيجَايِلُ امْرَأَةُ نَابَالَ الْكَرْمَلِيِّ. 3 وَأَصْعَدَ دَاوُدُ رِجَالَهُ الَّذِينَ مَعَهُ، كُلَّ وَاحِدٍ وَبَيْتَهُ، وَسَكَنُوا فِي مُدُنِ حَبْرُونَ. 4 وَأَتَى رِجَالُ يَهُوذَا وَمَسَحُوا هُنَاكَ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا. وَأَخْبَرُوا دَاوُدَ قَائِلِينَ: «إِنَّ رِجَالَ يَابِيشَ جِلْعَادَ هُمُ الَّذِينَ دَفَنُوا شَاوُلَ». مات شاول ويوناثان، وكانت الخلافة لايشبوشث بن شاول. اسمه الأصلي "إشبعل" (1 أي 8: 33)، أي "رجل البعل" أو "الرجل ذو سيادة". ولما كانت كلمة "بعل" قد تخصصت لإله الفينيقيين لذا تغير اسمه إلى ايشبوشث لتعني "رجل الخزي" إذ كان ضعيفًا غير قادر على العمل، يحركه أبنير رئيس جيش شاول كيفما يُريد. أما داود الذي سبق فمسحه صموئيل ملكًا سرًا وسط إخوته (1 صم 16)، فكان عند موت شاول ويوناثان في صقلغ في أرض الفلسطينيين، وقد خلا له الجو إلى حد كبير ليستلم العرش. أما هو فبحكمة واتزان لم يتسرع طالبًا الحكم وإنما رأى أنه لا داعي لبقائه خارج وطنه بعد موت شاول الذي كان يطلب نفسه. لقد شعر بحنين شديد نحو خدمة شعب الله، لذا سأل الرب إن كان يصعد إلى إحدى مدن يهوذا، أي وسط سبطه الذين كانوا بلا شك يميلون إليه أكثر من غيرهم. سأل الرب خلال الأوريم الذي أحضره أبيأثار الكاهن معه. بحسب الفكر البشري فإن انطلاق داود وأسرته ورجاله وأسرهم إلى يهوذا أمر طبيعي بعد موت شاول لا يحتاج إلى تفكير ولا إلى صلاة أو طلب مشورة إلهية، لكن داود - كرجل الله - يدرك أهمية طلب مشورة الله ليس فقط وقت الضيق أو حالة الارتباك والغموض، وإنما حتى في لحظات الفرج وحين يكون الطريق واضحًا. الاتكاء على صدر الرب وطلب مشورته من سمات أولاد الله المرتبطين بأبيهم السماوي خلال دالة الحب العميق والشركة الدائمة معه. جاءت الإجابة الإلهية بالإيجاب، أي يصعد إلى يهوذا، وقد وجهه الرب إلى "حبرون" من أعظم مدن يهوذا المقامة بين الجبال كحصون طبيعية. "حبرون" معناها "اقتران"، "صداقة"، "اتحاد"، "رباط" إلخ... دُعيت أصلًا "قرية أربع" (يش 20: 7)، تدعى حاليًا مدينة "الخليل" إذ سكن إبراهيم خليل الله بجوارها عند بلوطات ممرا (تك 13: 18؛ 35: 27)، وهناك ماتت زوجته سارة ودفنت، ودفن هو أيضًا فيها... صعد داود وامرأتاه ورجاله بعائلاتهم ليسكنوا حبرون والمدن التابعة لها، وهناك جاءه رجال يهوذا ومسحوه ملكًا علانية. إن كانت "حبرون" تعني "اقترانًا" فإنه ما كان يمكن لداود أن يُمسح ملكًا ما لم يصعد هو وأسرته ورجاله إليها ليأتيه رجال يهوذا هناك. أقول إننا لن ننعم بالمسحة المقدسة لنحسب "ملوكًا وكهنة" (رؤ 1: 6؛ 5: 10) ما لم ننعم بالاتحاد مع ربنا يسوع "ملك الملوك"، نقدم له حياتنا كلها: النفس مع الجسد بكل إمكانياتهما وقدراتهما ومواهبهما... لننعم بشركة مع الله في ابنه يسوع المسيح، فنملك معه. يقارن يوسابيوس القيصري بين مسحاء العهد القديم من كهنة وملوك وأنبياء وبين السيد المسيح نفسه موضحًا أن ما ناله رجال العهد القديم كان رمزًا فكانوا عاجزين عن أن يقيموا من أتباعهم مسحاء، أما السيد المسيح فهو وحده الذي دُعي اتباعه "مسيحيين"، لأنهم صاروا فيه مسحاء: ملوكًا وكهنة. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم. أنه في العهد القديم كان الروح القدس يهب مسحة للبعض فيقيم ملوكًا أو كهنة أو أنبياء، أما في العهد الجديد - ففي المسيح يسوع - نلنا جميعًا مسحة ليكون كل واحد منا ملكًا وكاهنًا ونبيًا، ملكًا من حيث تنعمنا بالملكوت، وكهنة إذ نقدم أجسادنا ذبيحة (رو 12: 1)، وأنبياء إذ يعلن لنا ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن (1 كو 2: 9). يوضح القديس أمبروسيوس أنطالب العماد يتمتع خلال المسحة بكهنوت روحي وملكوت روحي. هنا يجب التمييز بين الملكوت الروحي والملكوت التدبيري الزمني، لذا نخضع للرؤساء والملوك، كما يجب التمييز بين الكهنوت الذي يُوهَب للعمل السرائري الرعوي والكهنوت العلماني الذي يوُهَب لجميع المؤمنين. يرى البعض أن في مسح داود ملكًا على بيت يهوذا [4] بواسطة رجال يهوذا كشفًا عن نقطة ضعف اتسم بها سبط يهوذا ألا وهي ميله نحو الانعزالية والانفراد عن بقية الأسباط مما سبب متاعب كثيرة فيما بعد وانقسامات في الشعب، بل وانقسمت المملكة إلى اثنين: مملكة إسرائيل (10 أسباط) ومملكة يهوذا (يهوذا وبنيامين) إلى أيام السبي. هذا ويُلاحظ أن داود مُسح ملكًا ثلاث مرات: أ. سرًا في بيت أبيه (1 صم 16: 13). ب. مسحه على بيت يهوذا [4]. ج. مسحه على كل إسرائيل (2 صم 5: 3). ما حدث مع داود يرمز لما تم للسيد المسيح بكونه ملك الملوك، إذ مرّ ملكوته بمراحل ثلاث: أ. منذ الأزل هو الابن الوحيد الجنس، ملك الملوك (1 تي 6: 15؛ رؤ 17: 14؛ 19: 16). ب. ملك خلال الرمز والظل على رجال العهد القديم كما على بيت يهوذا (مت 21: 5). ج. ملك ولا زال يملك على كنيسته "إسرائيل الله" الممتدة من أقصى الأرض إلى أقصاها، إذ قيل "للرب الأرض وملؤها" (1 كو 10: 26؛ مز 24: 1). |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قام عبيد شاول ووشوا بداود عند الملك شاول |
زوادة اليوم: شاول شاول لماذا تضطهدني؟ 2024/2/29 |
ترنيمة شاول شاول (عيد الرسل) |
شاول، شاول لماذا تضطهدني |
شاول ويوناثان |