وَلَمْ يَعُدْ أَيْضاً مَلِكُ مِصْرَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِهِ، لأَنَّ مَلِكَ بَابِلَ أَخَذَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ، كُلَّ مَا كَانَ لِمَلِكِ مِصْرَ. [7]
إذ تنحني أنفسنا فلا نتطلع إلى الساكن في السماء، بل نطلب عونًا من الأرض نفشل. فقد تظاهر المصريون أنهم حلفاء لهم، لكنهم كانوا عاجزين عن مساندتهم، وغير راغبين في ذلك. قيل: "ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه، لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات كل ما كان لملك مصر" (2 مل 24: 7). "فإن مصر تعين باطلاً وعبثًا، لذاك دعوتُها رهب الجلوس" (إش 30: 7).
كان قادة يهوذا يتطلّعون إلى مصر والتحالف معها كمصدر رجاء للخلاص من الكلدانيين (37: 3-10). وكان ذلك موضوع خلاف بين إرميا والملك، بل ومع مشيري الملك ورجال الدولة ورجال الدين والشعب. الكل حسبوا التحالف مع مصر ضد الكلدانيين، وليس التوبة، هو الرجاء في الخلاص من هجوم الكلدانيين. وعندما حذَّر إرميا النبي صدقيا من ذلك، أودعه في دار السجن (إر 37: 5-21).