إن مسألة الموازنة بين التأديب والنعمة في التربية مسألة تمس جوهر فهمنا لمحبة الله لنا. فنحن، كآباء وأمهات، مدعوون لنعكس محبة الله الكاملة - محبة عادلة ورحيمة، تضع حدودًا وتمنح المغفرة، وتتحدى النمو وتوفر الراحة. إن إيجاد هذا التوازن عملية دقيقة ومستمرة، تتطلب الحكمة والفطنة والاعتماد العميق على إرشاد الله.
التأديب، عند تناوله من منظور تقوي، لا يعني العقاب أو السيطرة، بل التوجيه المحب وتكوين الشخصية. وكما نقرأ في عبرانيين ١٢: ١١: "لا يبدو التأديب سارًا في حينه، بل مؤلمًا. أما في آخر الأمر، فيُثمر ثمرة بر وسلام للذين تدربوا به". دورنا كآباء وأمهات هو توفير البنية والحدود والعواقب التي تُسهم في تشكيل بوصلة أبنائنا الأخلاقية وتُهيئهم لحياة إيمان وفضيلة