v قلب المسيحي وعقله وطريقة تفكيره دائمًا في المجال السماوي. فالمسيحيون الحقيقيون ينظرون الخيرات الأبدية كما في مرآة، وذلك بسبب اقتنائهم الروح القدس وشركته، لكونهم مولودين من الله من فوق، ولأنهم نالوا الامتياز أن يصيروا أولاد الله بالحق وبالفعل، إذ يَصِلُون بعد حروب وأتعاب لفترة طويلة إلى حالة ثابتة مستقرة من الحرية والتحرُّر من الاضطراب، حالة الراحة، فلا يعودون يُغربلون ويموجون بالأفكار القلقة الباطلة.
العلامة المميزة للمسيحيين ليست هي في الأساليب والأشكال الخارجية، فكثيرون يظنون أن الذي يُميٍّزهم عن العالم هو في الشكل أو الأساليب الظاهرة. ويا للأسف فإنهم في عقولهم وتفكيرهم هم مثل العالم، إذ يضطربون بقلق الأفكار غير الثابتة مثل أهل العالم، في عدم الإيمان والحيرة والاختلاط والخوف مثل كل الناس الآخرين.
قد يختلفون عن العالم في الشكل الخارجي والمظهر، ويختلفون عنه أيضًا في القليل من الممارسات الدينية، لكنهم في القلب والعقل مقيدون بالرباطات الأرضية، إذ لم يحصلوا أبدًا على الراحة في الله وسلام الروح السماوي في قلبهم، لأنهم لم يطلبوها من الله، ولم يؤمنوا أنه سيمنح لهم هذه الأشياء.