![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يرفع الصدّيقان جسد يسوع ويحملانه برفق وخشوع إلى داخل القبر الجديد المنحوت فى الصخر، ليستريح بعد رحلة طويلة مع الآلام، ثم يضعون حجراً كبيراً على باب القبر . وقد كانت دحرجة الحجر الكبير على باب القبر هى نهاية مراسيم الجنازة. ولابد أنَّهم وضعوا باقة من زهور حُبّهم فوق جسده الهامد، لتتكلم بذبولها وفنائها البطئ عن مصير النفوس، التى يقدّسها الحُب بين قوم أعماهم الحقد، وأخرسهم الجهل عن إعلان الحق.. وكم كان يوسف الراميّ سعيداً أن يُعد لسيده قبراً، فهو الرجل الغنى الذى قد تنبأ عنه إشعياء النبى قائلاً: " وَجُعلَ معَ الأَشرَارِ قَبرُهُ وَمعَ غَنيٍّ عِندَ مَوْتِهِ " (إش9:53) وكم كان يتمنى أن تعجّل ساعة موته، ليدخل قبره ويُدفن مع ذاك الذى تخلى عنه فى غير شجاعة وهو فى حياته . إنَّ ما فعله يوسف ونيقوديموس هو أقل إكرام لأعظم جسد عاش على الأرض، لأنَّ الجسد الذى تقدّس باتحاد اللاهوت به، ما كان ممكناً أن تأكله الجوارح أو يُلقى فى وادى هنوم، لأنَّ الرومان اعتادوا أن يتركوا الجثث على الصليب تأكلها الجوارح، واليهود اعتادوا أن يطرحوها فى وادى هنوم حيث تُلقى عليها القمامة، وبين الحين والآخر تحرق بالنار، فجسد يسوع هو الجسد الذى تنبأ عنه معلمنا داود النبى قائلاً " لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ ولا تَدَعَ َقِدوسَّكَ يَرَى فَسَاداًً " (مز10:16). لقد أظهر الصدّيقان أنَّ المحبة نحو المخلص لم ولن تنقرض أبداً، وفي عملهما توبيخ لأولئك الذين تبعوه منتفعين، فما أن حل به الضيق وظهر فى نظرهم ضعيفاً، تركوه وابتعدوا عنه! وكم كنا نتمنى أن اليد اليابسة التى شفاها تتقدم قبل أيدى يوسف ونيقوديموس، لكي تُخرج المسامير من يديه ورجليه! ولكن المنتفعين لا يظهرون وقت الشدة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
«المحبة لا تسقط أبداً» |
المحبة لا تسقط أبداً |
المحبة لا تسقط أبداً |
المحبة لاتسقط أبداً |
المحبة لاتسقط أبداً |