ابن الإنسان القدوس، الذى لم يفعل خطية ولم يوجد فى فمه غش وقد قال مرّة لليهود " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو46:8)، لا يدخل تحت سلطان الموت، لأنَّ الموت إذا جاء لإنسان وجد بابه مفتوحاً فالخطية قد فتحت أبواب البشر، كل البشر للموت، أمَّا يسوع فبابه مُغلق ولم يستطع الموت أن يفتحه إلا بإرادته، فالحمل الذبيح أتى برجله إلى السكين، المُخلّص ألقى بنفسه فى طريق الموت، وإن لم يُرد ما كان الموت يقدر أن يصيده لكن لكى يتم الخلاص كان لابد للبار أن يتألم من أجل الأثمة ويموت (1بط3: 18)، وإلا لماذا نزل من السماء؟ أمَّا اليهود والرومان ويهوذا فكانوا الأداة التى بها تم تنفيذ حكم الموت..!
مات المسيح وكان لابد له أن يموت فى تلك الليلة الحزينة، على ربَوة عالية فى أورشليم، ليموت فيه إنسان العهد القديم بطقوسه الجوفاء، مات الحر ليموت فيه ذل الإنسان وعبوديته للشيطان والموت والخطية، تمزّق الجسد لكي ينطلق حياً بجسد نورانيّ لا يمسّه الفساد.