![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يهوياداع يمسح يوآش ملكًا 4 وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ أَرْسَلَ يَهُويَادَاعُ فَأَخَذَ رُؤَسَاءَ مِئَاتِ الْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةِ، وَأَدْخَلَهُمْ إِلَيْهِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا وَاسْتَحْلَفَهُمْ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَأَرَاهُمُ ابْنَ الْمَلِكِ. 5 وَأَمَرَهُمْ قَائِلًا: «هذَا مَا تَفْعَلُونَهُ: الثُّلْثُ مِنْكُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي السَّبْتِ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ الْمَلِكِ، 6 وَالثُّلْثُ عَلَى بَابِ سُورٍ، وَالثُّلْثُ عَلَى الْبَابِ وَرَاءَ السُّعَاةِ. فَتَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الْبَيْتِ لِلصَّدِّ. 7 وَالْفِرْقَتَانِ مِنْكُمْ، جَمِيعُ الْخَارِجِينَ فِي السَّبْتِ، يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَلِكِ. 8 وَتُحِيطُونَ بِالْمَلِكِ حَوَالَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ. وَمَنْ دَخَلَ الصُّفُوفَ يُقْتَلُ. وَكُونُوا مَعَ الْمَلِكِ فِي خُرُوجِهِ وَدُخُولِهِ». 9 فَفَعَلَ رُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ، وَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ رِجَالَهُ الدَّاخِلِينَ فِي السَّبْتِ مَعَ الْخَارِجِينَ فِي السَّبْتِ، وَجَاءُوا إِلَى يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ. 10 فَأَعْطَى الْكَاهِنُ لِرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْحِرَابَ وَالأَتْرَاسَ الَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ الَّتِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 11 وَوَقَفَ السُّعَاةُ كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ إِلَى جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْسَرِ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ، حَوْلَ الْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ. 12 وَأَخْرَجَ ابْنَ الْمَلِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ التَّاجَ وَأَعْطَاهُ الشَّهَادَةَ، فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا وَقَالُوا: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ». وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ أَرْسَلَ يَهُويَادَاعُ، فَأَخَذَ رُؤَسَاءَ مِئَاتِ الْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةِ، وَأَدْخَلَهُمْ إِلَيْهِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا، وَاسْتَحْلَفَهُمْ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، وَأَرَاهُمُ ابْنَ الْمَلِكِ. [4] قام رئيس الكهنة بوضع خطة مُحْكَمَة وحكيمة، حتى لا تقوم عثليا بتدبير مضاد. فلم تنجح خطتها، إذ فوجئت بأن المملكة عادت لنسل داود بعد سبع سنوات من حكمها، وذلك بتدبير إلهي على يد يهوياداع. يهوياداع: اسم عبري معناه "الله يعرف". كان رئيس الكهنة في أيام أخزيا وعثليا ويوآش. وهو زوج يهوشبع أخت الملك أخزيا. وضع في قلبه مع زوجته إنقاذ الطفل يوآش من يد عثليا، إذ كان هو الوحيد من بيت داود، من خلاله لا يزول الحكم من نسل داود. قام بالاهتمام به، ودبَّر الروح القدس بواسطته خطة سياسية لتجليسه ملكًا وهو طفل في السابعة من عمره، وكان يقوم بدور الوصاية. بسبب أعماله المجيدة في مساندة يوآش وإزالة الأوثان وإصلاح الهيكل، دُفِنَ في مدافن الملوك بأورشليم ( 2 أي 24: 15 الخ). فقد اهتم بحركة تجديد شاملة: 1. تجليس الملك الجديد على عرشه. 2. إقامة عهد بين الرب والملك وشعبه أن يصيروا شعب الله [17]. 3. إقامة عهد بين الملك والشعب [17]. 4. قام الشعب كله بتحطيم بيت البعل [18]. 5. قاموا بتحطيم تماثيل البعل [18]. 6. قتلوا متَّان كاهن البعل [18]. 7. تعيين الكهنة نظارًا على بيت يهوه. 8. حدوث فرح شامل وسلام في كل المدينة بالتجديدات التي تمت تحت إشراف يهوياداع [20]. ظهور يوآش أصغر ملك في كل تاريخ إسرائيل ويهوذا، يُعتبَر لحظة حاسمة. إذ تم تجليسه وهو في السابعة من عمره، ملك 40 عامًا. وإن كان للأسف انحرف في أيامه الأخيرة، واغتاله خدامه وهو في السابعة والأربعين من عمره. حرصت الكنيسة منذ العصر الرسولي ألا يُسام القادة الروحيين، خاصة الأساقفة في سنٍ صغيرٍ، مع عدم تجاهل من وُهبوا حكمة وتقوى وتعقُّل من الشباب. جاء في قوانين الرسل القديسين عن سيامة الأسقف [أما بخصوص الأساقفة نسمع من ربنا أن الراعي الذي يُسام أسقفًا للكنائس في أية إيبارشية يلزم أن يكون بلا لوم ولا عيب، متحررًا من كل أنواع الشر السائد بين عامة الناس، ولا يكون أقل من الخمسين سنة. فإن مثل هذا يكون قد عبر فترة الشباب في حياة صالحة... ولكن إن كان في إيبارشية صغيرة لا يوجد شخص متقدم في السن، فليُسم شخص أصغر على أن تكون له سمعة صالحة لدى جيرانه، وأن يحسبوه أهلاً لوظيفة أسقف، عبر صباه في وداعة وتعقُّل كما لو كان شخصًا شيخًا، وذلك بعد امتحانه ووجود تقرير عنه، يُسام في سلام... فإن يوشيا في الثامنة من عمره ملَكَ باستقامة (2 مل 22: 1). بنفس الكيفية يوآش حكم الشعب في السابعة من عمره (2 مل 11: 3-4؛ 2 أي 24: 1). لهذا، وإن كان الشخص صغيرًا، فليكن وديعًا ولطيفًا وهادئًا. لأن الرب الإله يقول بإشعياء: "وَإِلَى هذَا أَنْظُرُ...: الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي" (إش 66: 2).] خلال هذه السنوات الست التي أُخفي فيها الطفل يوآش في الهيكل، كان روح الرب يعمل بقوة في حياة يهوياداع، فقد تلمّذ ليس فقط كهنة غيورين على مملكة الله، وإنما كان له دوره الفعَّال حتى في حياة الجلادين والسعاة وغيرهم ليُعد قادة وشعبًا يرفضون عنف عثليا ومقاومتها لعمل الله. وقد حان الوقت لأخذ موقف جريء علني على مستوى القادة والشعب للخلاص من عثليا وجبروتها، وقبول لا الطفل يوآش ملكًا بل بالحري الخضوع لله نفسه والرجوع إليه. الجلادون: كانوا يجلدون المذنبين، كما يُقصَد بهم حُراس الملك، وكانوا أحيانًا أجنبيين. جعل داود حرَّاسه من الأجانب الذين كان يقدر أن يتكل عليهم أكثر من الإسرائيليين إذا حدثت فتنة أو شغب في الشعب (2 صم 15: 18). السعاة: أي الرسل الذين يُرسَلون من مكانٍ إلى آخر يحملون أوامر الملك، أدخلهم يهوياداع (غالبًا كان رئيس الكهنة) إلى بيت الرب، أي إلى الغرفة التي كان فيها يختبئ ابن الملك. ولا شك أنهم كانوا هم وكثيرون من بني يهوذا مشتاقين إلى الخلاص من اغتصاب عثليا للمُلك، ورجوعه إلى بيت داود. جاء في (2 أي 23: 2) أنهم بعد معاهدتهم السرية جالوا في يهوذا، وجمعوا اللاويين ورؤوس آباء إسرائيل، وأتوا بهم إلى أورشليم، وقطعوا هم أيضًا عهدًا مع الملك في بيت الرب. وسلَّحهم يهوياداع بالحراب والمجان والأتراس التي في بيت الرب. وَأَمَرَهُمْ...: هَذَا مَا تَفْعَلُونَهُ. الثُّلْثُ مِنْكُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي السَّبْتِ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ الْمَلِكِ، [5] كان داود النبي قد قسَّم الكهنة واللاويين إلى 24 فرقة لقيام كل فرقة بالخدمة حسب دورها. وقد اختار يهوياداع يوم السبت لإعلان تجليس يوآش ملكًا في الهيكل، لأنه هو يوم احتشاد المؤمنين معًا. وغالبًا ما دعا يهوياداع كل الفرق للحضور دون أن يعلموا ما سيعلنه، إنما كان قد أعدهم لقبول الطفل الذي من نسل داود ملكًا. لم يكن لديهم أسلحة، وقد اجتمع الشعب للعبادة، وبخطة مُحْكَمة تم توزيع الأسلحة التي كان داود الملك قد خزَّنها في الهيكل [10]، على المسئولين بإعلان تجليس يوآش ملكًا. كانت فرصة مبهجة لكل الشعب الذي فقدوا الأمل في استلام أحد من بيت داود الكرسي، إذ ظنوا أنه لم يعد بعد أحد منهم على قيد الحياة. وَالثُّلْثُ عَلَى بَابِ سُورٍ، وَالثُّلْثُ عَلَى الْبَابِ وَرَاءَ السُّعَاةِ. فَتَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الْبَيْتِ لِلصَّدِّ. [6] كان الحراس ثلاثة أقسام. أمر يهوياداع أن ثلثهم يحرسون بيت الملك، أي القصر الذي كانت عثليا ساكنة فيه. وثلثان يقومان بحراسة بيت الرب حول الملك يوآش [7]. الثلث الأول، أي حراس بيت الملك انقسموا إلى ثلاث أقسام: أ. قسم على باب السور، غالبًا المدعو باب الأساس (2 أي 23: 5). ب. قسم على الباب وراء السعاة. ج. قسم ربما كان في بيت الحراس تحت الطلب. خلال هذا التنظيم العادي أراد يهوياداع ألا ترى عثليا الملكة شيئًا يدل على الخيانة. وَالْفِرْقَتَانِ مِنْكُمْ، جَمِيعُ الْخَارِجِينَ فِي السَّبْتِ، يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ الرَّبِّ حَوْلَ الْمَلِكِ. [7] الذين كانوا قد أكملوا مدة خدمتهم، ولكن عليهم أن يحضروا إلى بيت الرب، ليقوموا بحراسته حول الملك، ولا ينصرفوا حسب العادة. وَتُحِيطُونَ بِالْمَلِكِ حَوَالَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ. وَمَنْ دَخَلَ الصُّفُوفَ يُقْتَلُ. وَكُونُوا مَعَ الْمَلِكِ فِي خُرُوجِهِ وَدُخُولِهِ. [8] بخطة مُحْكَمة وضعها رئيس الكهنة، لم يدع فرصة لأحدٍ أن يتسلل إلى الطفل الملك ويقتله إرضاءً لعثليا الملكة. كما بكل إحكام لم يدع أن تُوجد فرصة لإحداث أي شغب أو اضطراب يُفسِد الاحتفال بتجليس الملك. فَفَعَلَ رُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ، وَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ رِجَالَهُ الدَّاخِلِينَ فِي السَّبْتِ مَعَ الْخَارِجِينَ فِي السَّبْتِ، وَجَاءُوا إِلَى يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ. [9] الداخلون هم الذين صار دورهم للخدمة، والخارجون هم الذين أكملوا مدة خدمتهم، لكنهم لم ينصرفوا. فَأَعْطَى الْكَاهِنُ لِرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْحِرَابَ وَالأَتْرَاسَ، الَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ الَّتِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ. [10] خصَّص داود الملك هذه الحراب والأتراس للهيكل بعد أن ضرب جيش هدد عزر (2 صم 8: 9-11). ولما كانت هذه الأسلحة ليست من ذهب أو فضة، لذلك تجاهلها شيشق ملك مصر حين استولى على خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك (1 مل 14: 25-26). وَوَقَفَ السُّعَاةُ كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ، مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ إِلَى جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْسَرِ، حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ، حَوْلَ الْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ. [11] كانوا مصطفين في الدار أمام البيت، وامتدت الصفوف من الجانب الواحد إلى الآخر. كان باب الهيكل إلى الشرق، فكان جانب البيت الأيمن إلى الجنوب، والأيسر إلى الشمال. يقصد بالمذبح هنا مذبح المحرقة الذي كان في الدار أمام البيت. كانت الحراسة مُشَدَّدة حول الملك من كل جانبٍ، لكن الحراسة الحقيقية أن هذا التخطيط تم أمام بيت الرب المقدس والمُكرس لرب الجنود، فهو الحارس الحقيقي. يرنم المرتل، قائلاً: "إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلاً يتعب البناؤون؛ إن لم يحفظ الرب المدينة، فباطلاً يسهر الحارس" (مز 127: 1). v لِمَ تتألم، لأن لا بيت لنا ولا ستر ولا أناس؟ أليس من الأفضل لنا أن نسكن في باني بيتنا وبحراسة حارس بلدتنا؟ فإن لم يكن لداود موضع للراحة حتى وجده (وجد الله راحته)، فكيف نطلب نحن الراحة خارجًا عنه. القديس يوحنا سابا v [إن لم يحرس الرب المدينة، فباطلاً سهِرَ الحراس] (مز 127: 1)... إنَّنا نحرسكم في عملنا كوكلاء لله، لكنِّنا نحن أيضًا نود أن يحرسنا معكم. إننا كما لو كنَّا رعاة بالنسبة لكم، لكنِّنا أيضًا في رعاية الله، إذ نحن خراف زملاء لكم. إننا معلِّمون بالنسبة لكم، لكنِّنا بالنسبة لله فهو السيِّد الواحد، ونحن زملاء لكم في مدرسته. إن أردنا أن يحرسنا الله الذي تواضع من أجلنا وتمجَّد لكي يحفظنا. فلنتَّواضع نحن أيضًا. فلا يحسب أحد أنه شيء، فإنَّه ليس لأحدٍ شيء صالح، ما لم يكن قد أخذه من الله الذي هو وحده صالح. v هذا هو البيت الذي نبنيه بالحياة الفاضلة الحية، والذي يبنيه الله بمعاونته لنا لكي نحيا في حياة فاضلة، إذ "إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلاً يتعب البناؤون" (مز 127: 1). القديس أغسطينوس فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا، وَقَالُوا: لِيَحْيَ الْمَلِكُ [12] تمت مراسيم تجليس الملك العبراني (2 أي 23: 11) بالأعمال التالية: ا. إحضار ابن الملك الذي كان مختفيًا في الهيكل من وجه عثليا ست سنوات. ب. الإعلان عنه أنه الملك الشرعي. ج. وضع التاج على رأسه. كلمة تاج هنا هي ذاتها المستخدمة بالنسبة لرئيس الكهنة، أي الإكليل الذهبي حول الرأس وبه شريط. د. مسحه ملكًا. ذكر الكتاب المقدس مسح شاول أول ملك إسرائيل بواسطة صموئيل النبي (1 صمم 10: 1)، وأيضًا داود الملك (2 صم 2: 4)، كما مُسح سليمان (1 مل 1: 39)، ويوآش. وكان الملك يُدعى "مسيح الرب" (1 صم 12: 3، 5؛ 2 صم 1: 14، 16؛ مز 2: 2؛ حب 3: 13). هـ. عند مسح الملك يُعطى نسخة من شريعة موسى، حيث يلتزم أن يسلك بها (تث 17: 18). وضع لنا سفر التثنية واجبات الملك بخصوص حفظ شريعة الله (تث 17: 18). يقصد بالشهادة التي تُعطَى للملك قسم من أسفار موسى (تث 17: 18)، أو ما كان صموئيل قد كتبه (1 صم 10: 25)، أو الوصايا العشرة. الشهادة عبارة عن درج به الشريعة الإلهية مع إشارة أنها هي المُرشِد في تدبير أمور الدولة. كلمة "أعطاه" لم ترد في بعض النُسخ، لذلك يفهم البعض أن الكاهن وضع عليه التاج والشهادة، أي جعلها فوق رأسه دليلاً على أن الملك يخضع لشريعة الله. و. تصفيق الشعب بأياديهم وهتافهم له علامة قبوله بالإجماع والترحيب به. يلفت "هارمر" Harmer أنظارنا أن النص العبري هنا كما في (المزمور 47: 1؛ إش 55: 12) جاء "يد" وليس: "أيادٍ"، لأن كل شخص يضرب بلطف بيده على شفتيه كعلامة على الفرح[19]. ز. الصراخ: "ليحيا الملك"؛ "الله يخلص الملك"! صوَّر لنا هذا السفر الاحتفال بتتويج الطفل يوآش ملكًا بمراسيم تحمل الكثير من القدسية، قام بها رئيس الكهنة بنفسه، هذا الذي إلى سنوات كان يترقب هذا اليوم المُفرِح، وأعدَّ له الكثير. وكلَّفه من الجهد والمال الكثير. إنه صورة لتتويجنا ملوكًا وكهنة لله أبيه (رؤ 1: 6). يتحقق هذا الاحتفال المزدوج في مياه المعمودية حيث نتمتع بالميلاد الجديد، ونُحسَب أولاد ملك الملوك وننعم بالكهنوت العام، حيث نقدم ذبائح الشكر والتسبيح. هذا التتويج لم يتم بعد ست سنوات، إنما أعد له الله لقرون طويلة، وكلَّفه إرسال الآباء والأنبياء وتسليم الشريعة، بل كلفه بذل ابنه الوحيد لخلاص العالم. يحدثنا آباء الكنيسة الأولى عن خلقة الإنسان ليكون ملكًا ورئيسًا أو حاكمًا: v لم يدخل الإنسان البشري (آدم) إلى عالم الموجودات بعد (أي حتى اليوم السادس)... فإنه لا يليق بالحاكم أن يظهر قبل ظهور الأمور التي يسيطر عليها. لكن ما أن صارت سلطنته مستعدة، حيث أعد الخالق كل الأشياء كمسكنٍ ملوكيٍ للملك القادم، حتى أُعلن عن الحاكم! هذا المسكن الملوكي هو الأرض والجزائر والبحر والسماء التي هي كقوسٍ يحوط فوق الكل أشبه بسقفٍ لها. في هذا القصر اختزن غنى من كل نوع: كل عالم النباتات والحيوانات، كل ما له جسد ونَفَسْ وحياة. وإن أراد أحد أن يُحصي الأمور المادية كغنى، يجد أيضًا كل ما هو جميل وذوو قيمة في نظر الإنسان، من ذهب وفضة وحجارة كريمة، يتمتع بها. لقد خبأ الخالق هذه الأشياء بفيض في حضن الأرض، كما لو كانت كنزًا ملوكيًا، حتى متى ظهر الإنسان البشري في العالم، يتأمل بعضها، ويسيطر على البعض الآخر. فإنه إذ يتمتع بهذه الأمور، يشكر واهب الخيرات. وإذ ينظر جمال الأمور التي يراها وضخامتها، ينجذب إلى قوة خالقها العظيمة غير المُدرَكة. القديس غريغوريوس النيسي إنهم ملوك، لأنهم يتعلمون ألاَّ يستسلموا لانفعالات التجارب بقبولها، ولا بجنون السيادة بالسيطرة عليها. إنهم يُوضعون إلى الأبد على عرش ملكوت المجد الأبدي، ويتقبلون سلطان إدانة الآخرين... هكذا يقول الرب لكنيسة لاودكية: "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ" (رؤ 3: 21)... إنه ليس بالأمر المتضارب أن يُعلَن في موضع آخر أن تلاميذه سيأتون على اثني عشر عرشًا (مت 19: 28)، ويقول هنا إنهم يجلسون على عرشه. بالاثني عشر عرشًا يوضح الدينونة العامة، وبعرش الابن يُظهر السمو الخاص للسلطان القضائي. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|