فَقَامَ الْمَلِكُ لَيْلاً وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: لأُخْبِرَنَّكُمْ مَا فَعَلَ لَنَا الأراميُّونَ. عَلِمُوا أَنَّنَا جِيَاعٌ، فَخَرَجُوا مِنَ الْمَحَلَّةِ لِيَخْتَبِئُوا فِي حَقْلٍ قَائِلِينَ: إِذَا خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ قَبَضْنَا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءً وَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ. [12]
لا يقصد بكلمة "عبيده" هنا الخدم، وإنما القادة العسكريين، والمشيرين له.
الأمر الشائع في الكتاب المقدس أنه إن تحدث عن رجل شرير لا يتجاهل الجوانب الطيبة، وإن تحدث عن إنسانٍ بار لا يتجاهل ضعفاته. فالملك بالرغم من شرِّه لكن قلبه كان مشغولاً بشعبه. فقام ليلاً يشارك شعبه آلامهم ومرارتهم، ويلتزم بمسئولياته من نحوهم.
ربط الملك يربعام ما سمعه بما قاله البُرص، وما حدث في موقعة عاي (يش 8: 3-19)، فظن أن عدم وجود الأراميين في المعسكر يوحي بأنهم مختبئون لتدبير مؤامرة ضدهم. تفكيره يبدو أنه كان منطقيًا، ولم يكن بالأمر الغريب، لأنه ليس من سبب يدعو الأراميين إلى فك الحصار فجأة. لكن كان يليق بالملك أن يطابق كلمات هؤلاء البُرص بنبوة أليشع عن الأخبار المُفرِحة. عِوَض ذلك ظن أن الأراميين وضعوا خطة جديدة باختفائهم في موضع حتى متى خرجت المدينة ينقضُّون عليهم.
مثل هذه الحيل كانت كثيرة في الحروب القديمة.