![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() صُورَةُ خِطابٍ أرسَلَهُ رَبُولِيُولينُو مُدِيرُ اليَهُودِيَّةِ بِأُورُشَلِيمَ إِلَى مَحفَلِ قَيصَرَ فِي رُومِيَّةً، يَصِفُ فِيهِ شَكَلَ وَأَخبارَ السَّيِّدِ المَسِيحِ، وَقَد وُجِدَ هذا الخطاب في خزانة الأمير شراويني من إيطاليا وَهَا هُوَ نَصُّهُ: أيُّها الملك، بما أَنَّني عَرِفتُ أَنَّكَ تَرَغَبُ مَعرِفَةَ مَا أُخبِرُكَ بِهِ الآنَ، لِكَونِ فِي وَقِتِنَا هَذَا وُجِدَ رَجُلٌ يَعيش عيشَةً فَاضِلَةً يَدْعُونَهُ رَسُولَ الفَضيلَةِ، وَتَلاميذُهُ يَقُولُونَ أَنَّهُ ابْنُ اللهِ خَالِقُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَكُلِّ مَا يُوجَدُ فيهما . بِالْحَقيقَةِ إِنَّ كُلَّ يَوْمٍ نَسْمَعُ أُمُورًا عَجِيبَةً عَن يَسُوعَ هذا، فَيُقِيمُ المَوَتَى وَيَشفِي السُّقَماءَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهُوَ مُعْتَدِلُ القَامَةِ وَجَمِيلُ المَنظَرِ جِدًّا. وَوَجْهُهُ ذُو هَيبَةٍ هَكَذَا حَتَّى أَنَّ الَّذِينَ يَنظُرُونَ إِلَيْهِ يَشْعُرُونَ بِالغَرامِ لِأَنَّهُم يُحِبُّونَهُ وَيَخَافُونَهُ . وَشَعرُ رَأْسِهِ نَازِلَ حَتَّى أُذُنَيْهِ وَمِن أُذْنَيْهِ مُسْتَدِلُّ عَلَى كَتِفَيهِ وَهُوَ بِلَونِ التُّرابِ إِنَّمَا يَفُوقُ عَلَيْهِ ضياء. وَفِي وَسَطِ جَبينِهِ غُرَّةً كَعَادَةِ النَّاصِرِيِّينَ. أَمَا جَبِينُهُ فَمَبْسُوطٌ كَثِيرُ الصَّفاءِ وَوَجهُهُ لَيسَ فِيهِ تَجَعَدٌ وَلا عَلامَةٌ قَطَّ. وَفَخَذاهُ بِغايَةِ الاعتدال. وَأَنفُهُ وَفَمهُ لَا يُوجَدُ حُسنُهُما فِي أَحَدٍ. وَمَنظَرُهُ يَفِيضُ خُشُوعًا وَفَرَحًا. وَعَيْناهُ كَأَشِعَةِ الشَّمسِ، وَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَن يُحَدِّقَ بِنَظَرِهِ إِلَيْهِمَا مِن كَثرَةِ الضَّياءِ. وَإِذَا وَبَّخَ أَرْهَبَ. وَإِذَا نَصَحَ أَبكى. وَيَجْعَلُ الجَميعَ يُحِبُّونَهُ لِأَنَّهُ ذُو سَمَاحَةٍ وَهَيبَةٍ. وَيَقُولُونَ عَنهُ أَنَّهُ لَمَ يُنظَر ضاحِكًا، فَقَط باكيا. وَذِراعَاهُ وَيَدَاهُ بِغَايَةِ الجَمَالِ. أما في الاجتماعاتِ فَيُرضي كَثِيرِينَ، وَلَكِنَّهُ يَنظُرُ لَهُمْ نَادِرًا، وَعِندَ وُجُودِهِ بَيْنَهُمُ يَجْلِسُ بِغَايَةِ التَّهذيب. فَفِي رُؤْيَتِهِ وَشَكْلِهِ هُوَ أَجْمَلُ إِنسَانٍ يُمكِنُ تَخَيَّلُهُ، وَهُوَ مُشابِهُ بِقَدَرٍ عَظِيمٍ لِأُمِّهِ الَّتِي هِيَ أَجْمَلُ فَتَاةٍ يُمكِنُ مُشَاهَدَتُها في تلك الجهات. لَكِنَّهُ بِالْعُلُومِ قَد أَذِهَلَ مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ بِأَجْمَعِها، فَهُوَ يَعرِفُ كَافَّةَ العُلُومِ مِن غَيْرِ أَنَّ يَتَعَلَّمَ. وَمَرَّةً يَمْشِي حافي القَدَمَينِ مَكشُوفَ الرَّأْسِ كَمَجَنُونٍ وَكَثِيرُونَ عِندَ نَظَرِهِم إِلَيْهِ يَضَحَكُونَ عَلَيْهِ، أَمَا فِي حُضُورِهِ أَوِ التَّكَلَّمِ مَعَهُ فَإِنَّهُ يُرْهِبُ وَيُذهِلُ. وَيَقُولُونَ أَنَّهُ لَمَ يُسْمَع قَطُّ عَن رَجُلٍ مِثْلِ هذا في تِلكَ الجِهاتِ، وَبِالحَقيقَةِ مِثْلُ مَا يَقُولُونَ لِي اليَهُودُ: "إِنَّنَا لَمَ نَسْمَع قَطَّ مَشُوراتِ حِكمَةٍ مِن أَحَدٍ مِثْلَ ما يُعَلِّمُ يَسُوعُ هَكَذَا" وَكَثِيرُونَ آخَرُونَ يَتَهَكَّمُونَ وَيَشْتَكُونَ لِي مِنهُ قَائِلِينَ: " أَنَّهُ مُضادُّ شَرِيعَةَ عَظَمَتِكُمْ"، وَتَرَانِي مَعَنَّفًا جِدًّا مِن هَؤُلاءِ اليَهُودِ الأشرارِ. وَيَقُولُونَ أَنَّهُ ما أَغاظَ أَحَدًا قَطُّ، بَل كَافَّةُ الَّذِينَ عَرَفُوهُ أَخبَرُونِي عَنْهُ أَنَّهُمْ حَصَلَ لَهُمْ مِنْهُ إِنعاماتٌ وَصِحَةٌ كَثِيرَةٌ. فَيا أَيُّها الملك، إِن رَغَبَ جَلالَتُكُمْ أَن تَراهُ ، فَأَخبرني لكي لا أتقاعس عَن تَوَجْههِ إِلَيْكَ سَرِيعًا. وَفِي كُلِ الْأُمُورِ إِنِّي مُستَعِدُّ لِطَاعَتِكَ، وَمِن ثَمَّ كُلُّ مَا تَأْمُرُ بِهِ جَلالَتَكُمْ يُجْرَى عَاجِلاً. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلطة السيزر القيصر مع دجاج |
فطر القيصر |
معلومات عن خطيبة القيصر |
(النسر) و(القيصر) |
تاج القيصر |