يرى القديس جيروم أن الاثنين وأربعين صبيًا هم الاثنان وأربعون عامًا من صعود السيد المسيح إلى بيت إيل (السماء) إلى مجيء الدبتين فاسبسيان وتيطس وحرق الهيكل. v الآن بحسب الحرف أيها الأعزاء المحبوبون يليق بنا أن نؤمن أن الطوباوي أليشع كان مدفوعًا بغيرة إلهية ليصلح الشعب أكثر منه أنه بدافع الغضب عندما سمح بتمزيق الصبيان اليهود، لم يكن غرضه الانتقام بل الإصلاح، بالحقيقة أيضًا حمل بوضوح هذا رمزًا لآلام ربنا ومخلصنا. كما صرخ الأولاد غير المُهذَّبين نحو الطوباوي أليشع قائلين: "اصعد يا أقرع؛ اصعد يا أقرع!"، هكذا أيضًا في أيام الآلام كان اليهود مختلي العقل يصرخون بكلمات شريرة نحو المسيح، أليشع الحقيقي: "اصلبه! اصلبه! ماذا تعني: "اصعد يا أقرع!" سوى "اصعد على الصليب ناحية الجلجثة". لاحظوا يا إخوة أنه في أيام أليشع قُتِلَ اثنان وأربعون صبيًا، هكذا بعد 42 عامًا من آلام ربنا جاء دُبَّان: فاسبسيان وتيطس وحاصرا أورشليم. لاحظوا أيضًا يا إخوة أن حصار أورشليم تم في أثناء الاحتفال بالفصح. هكذا بحُكْم الله العادل نالوا العقاب المستحق في نفس الأيام التي فيها عُلق أليشع الحقيقي، ربنا ومخلصنا، على الصليب... نقرأ في التاريخ أن ثلاثة ملايين يهودي اجتمعوا في أورشليم؛ ومليون ومائة ألف منهم قتلوا بالسيف أو الجوع، ومنهم ألف شاب اُقتيدوا إلى روما. في نصرة (للعدو) حُوصرت المدينة سنتين، وعدد كبير من الموتى أُلقوا خارج المدينة حتى صارت أجسادهم مرتفعة في علو الأسوار. هذا الخراب سبق فرُمز له بالُدبِّتين اللتين مَزَّقتا الاثنين وأربعين صبيًا الساخرين بالطوباوي أليشع. فتحقق ما قاله النبي: "ُيفسدها الخنزير من الوعر، ويرعاها وحش البرية" (مز 80: 13)، لأنه كما أشرنا بعد الاثنين وأربعين عامًا تقبلت الأمة الشريرة ما تستحقه من الُدبِّين فاسيبسيان وتيطس.