![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v "أهتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1). كثيرًا ما نسمع عن صرخات الهتاف في الكتاب المقدس، التي تعبر عن حالة النفس السعيدة جدًا، والمملوءة فرحًا. ليس لأن كل شيءٍ يسير على ما يرام، وليس لأجل صحة جسدية، ولا لأن الحقول أتت بالثمار من كل نوعٍ، بل لأنكم امتلكتم الرب. فهو الجميل والطيب والحكيم. ألا يكفيكم هذا الفرح الذي ملأكم به... يحث هذا النص الصديقين أن يدركوا مقدار كرامتهم، لكونهم استحقوا أن يكونوا من قطيع هذا المُعَلِّم، وأن يشعروا بالفخر وهم يخدمونه. لقد امتلأوا بفرح لا يُنطَق به، وهم يقفون وكأن قلوبهم تندفع في حماس المحبوب نحو الله المحب. إن أحسست في قلبك بمثل هذا النور الذي يولِّد فيك معرفة شاملة نحو الله، إن أنار الله قلبك لتُحِبَّه، يقِل اهتمامك بالعالم وأموره المادية. بهذا الإحساس الغامض القصير تستطيع أن تدرك ملء امتلاء الصديقين الذين استمدوا سعادتهم من الله باستمرار وبلا توقُّف. نادرًا ما تشعر بهذا الإحساس الذي يعطي لك بتدبير من الله. بهذا الإحساس تعود وتتذكر ما تفتقده. أما الإنسان البار فيشعر بهذه السعادة الإلهية المستمرة، لأن فيه يسكن الروح، وأولى ثمار الروح "محبة وفرح وسلام" (غل 5: 22). "اهتفوا أيها الصديقون بالرب" (مز 33: 1). يحل إله الصديقين في النفوس التي تستطيع أن تسعه، والذي يحل فيه يتسم بالشجاعة. ويتهلل ويصير البار مسكنًا للرب عندما يَقْبَله في قلبه. أما الذي يخطئ فيترك المكان لإبليس، ويغلق أذنه عن سماع تلك الكلمات: "لا تعطوا إبليس مكانًا" (أف 4: 27) ولا تلك التي جاءت في سفر الجامعة: "إن صعدت عليك روح المتسلط.. فلا تترك مكانك" (جا 10: 4) ليتنا ننظر- قدر ما نستطيع- في الرب، ولنُخَزِّن الفرح في قلوبنا، ونحن نتأمل في هذه الكلمات: "بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1). القديس باسيليوس الكبير |
![]() |
|