![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() وَأَغْلَقُوا أَيْضًا أَبْوَابَ الرِّوَاقِ، وَأَطْفَأُوا السُّرُجَ، وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُورًا، وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي الْقُدْسِ لإِلَهِ إِسْرَائِيلَ. [7] اعترف حزقيا الملك عن الشرور التي ارتكبها آباؤه، وكأنه قد ارتكبها هو، ويريد التوبة عنها. 1. حوّلوا وجوههم عن بيت الرب [6]. أخطر خطية، إن صحَّ التعبير، هي إعطاء القفا لا الوجه للرب، أي انحراف القلب وتركه للرب. الأمر الذي كثيرًا ما عاتب الرب شعبه عليه. على لسان إرميا النبي: "قائلين للعود أنت أبي، وللحجر أنت ولدتني، لأنهم حولوا نحوي القفا لا الوجه، وفي وقت بليتهم يقولون قم وخلصنا" (إر 2: 27). "فلم يسمعوا ولم يميلوا أذنهم، بل ساروا في مشورات وعناد قلبهم الشرير، وأعطوا القفا لا الوجه" (إر 7: 24). "وقد حوَّلوا لي القفا لا الوجه، وقد عَلَّمتهم مُبَكِّرًا ومُعَلِّمًا، ولكنهم لم يسمعوا ليقبلوا أدبًا" (إر 32: 33) "لأن شعبي عمل شرِّيْن: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آبارًا، آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (إر 2: 13). 2. أغلقوا باب الرواق [7] حتى لا يدخل أحد إلى بيت الرب، ويتمتَّع بالشركة معه. فإنهم لم يدخلوا ولم يدعوا الداخلين أن يدخلوا. هذا هو عمل عدو الخير، أن يستخدم كل وسيلة ليَحْرِمَ البشر من الدخول إلى بيت الله، لأنه أيقونة السماء. اهتم سفر المزامير أن يُقَدِّمَ للمؤمنين مزامير المصاعد أو الدرجات (مز 120– مز 134) ليدركوا أنهم صاعدون إلى بيت الرب الذي هو أيقونة السماء. يبدو أنها كانت كُتَيِّبًا صغيرًا، يستخدمه الصاعدون إلى بيت الرب في أورشليم. v لماذا إذن الذين يسكنون في أورشليم لا يتزعزعون إلى الأبد، إلا لأنه توجد أورشليم أخرى تشتاقون أن تسمعوا عنها؟ إنها أُمنا التي نئن لأجلها ونتنهَّد في رحلتنا هذه، لكي ما نرجع إليها... أورشليم الأبدية، أمنا جميعًا التي في السماء. القديس أغسطينوس لما كان عدو الخير هو رئيس مملكة الظلمة، فإنه لا يحتمل النور الإلهي، لذا يحث الملوك الأشرار على إطفاء السُرج. v عظيمة هي محبَّة المسيح الذي أعطى كل ألقابه لتلاميذه، فيقول: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12) ومع ذلك يعطي من طبعه لتلاميذه، قائلاً: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). يقول: "أنا هو الخبز الحيّ" (يو 6: 31)، ونحن جميعًا خبز واحد (1 كو 10: 17). يقول: "أنا هو الكرمة الحقيقيّة" (يو 15: 1)، ويقول لك: "غرستُك كرمة سورَق زرع حق كلها" (إر 2: 21). v إن أردتم أن تجدوه، فالشمس قد أشرقت الآن، تعالوا مثل هؤلاء النسوة، بمعنى ليته لا يكون في قلوبكم ظلام الشر، لأن شهوات الجسد والأعمال الشريرة هي ظلام. من كان في قلبه ظلام من هذا النوع لا يعاين النور ولا يدرك المسيح، لأن المسيح هو نور. انزعوا الظلام منكم يا إخوة، أي انزعوا عنكم كل الشهوات الخاطئة والأعمال الشريرة، وليكن لكم الطيب الحلو، أي الصلاة بغيرة، قائلين مع المرتل: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 141: 2)... إن أردتم أن تعاينوا الرب وتأتوا إلى بيتكم السماوي، يلزمكم ترك الشر، مثابرين على الثبات في الصلاح الذي بدأتم إياه. القديس أمبروسيوس القديس أغسطينوس 4. لم يوقدوا بخورًا: يشير تقديم البخور إلى الصلاة، وكما جاء في سفر الرؤيا عن المخلوقات الحيّة الأربعة والأربعة وعشرين قسّيسًا أنهم كانوا يُقَدِّمون بخورًا "هي صلاة القديسين" (رؤ 5: 8).v تهب المزامير النفس الطمأنينة، وتعطيها السلام، وتَهدئ فيها بلبلة الأفكار وتراكم الشهوات. هذا الكتاب هو كتاب المحبَّة... هو سلاح ضد الشيطان... هو سبب راحة بعد تعب النهار... هو تعزية الشيوخ، هو باعث أفراحنا وأحزاننا المقدَّسة... هو نشيد رائع، هو صوت الكنيسة، هو بخور زكي الرائحة. القديس باسيليوس الكبير 5. ولم يصعدوا مُحرَقة: كانت الذبائح بكل أنواعها تُشير إلى جوانب مُتعدِّدة لصليب السيد المسيح. تشير المُحرَقة إلى ذبيحة المسيح الذي بحُبِّه للبشرية ارتفع على الصليب فداءً للمؤمنين. شركتنا مع المسيح المصلوب تجعلنا أشبه بمُحرَقة أو ذبيحة حب لله.v ما هي المُحرَقات؟ احتراق الذبيحة بالنار بكاملها؛ عندما يُوضَع الحيوان على المذبح ويحترق بالنار، فيُدعَى مُحرَقة. ليت النيران الإلهية ترفعنا بكليتنا إلى فوق، ونلتهب بالكامل... ليس فقط نفوسنا ترتفع بنار الحكمة هذه، بل وجسدنا أيضًا، إذ ينال الخلود. ليُقدَّم إذًا كمُحرَقة فيُبتلع الموت! القديس أغسطينوس v لنُقَدِّم نفوسنا ذبيحة بالصوم. فإننا لا نستطيع أن نُقَدِّمَ لله ما هو أفضل من هذا. يؤكد النبي ذلك بقوله: "الروح المنسحق ذبيحة لله، والقلب المتواضع لا يرذله الله". قَدِّمْ يا إنسان نفسك لله. قَدِّمْ تقدمة الصوم. افعلْ هذا لتجعل نفسك ذبيحة طاهرة، ذبيحة مقدسة، ذبيحة حية تبقى لك وأنت تُقَدِّمها لله. الأب بطرس خريستولوجوس |
|