![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كلمة أم كلمات؟ (خر 20: 1- 17) في القراءة الأولى نواجه النص الأساسي للمعاهدة السينائيّة، والّتي تتجسد في الكلمات العشر. في مقدمة نص الكلمات العشر يمدّنا الراوي بالسمّات الأساسيّة الّتي نحتاجها لتفسير النص ككلّ قائلاً: «تَكَلَّمَ اللهُ بِهذا الكَلامِ كُلِّه قائلاً» (خر 20: 2). لقد خلق الله الشعب وأعطاه حريّة مُطلقة حينما تحالّف معه. ولكن حتّى قبل قطع العهد مع الشعب، أراد الله شعبًا يختاره بإرادته ويريد أنّ يبقى كـمُحاور حرّاً له. لمّ يرغب الرّبّ في أنّ يتحرر إسرائيل من عبودية المصرييّن القمعيّة فحسب، بل أردّ الحريّة الجذريّة، أراد القضاء على أي تواطؤ مع العبوديّة، وأي إغراء لتفضيل العبوديّة على حرية عبادته. لهذا السبب، يتوجب على إسرائيل، قبل أنّ يستمع إلى كلمات إلهه، أنّ يتذكر ولادة حريته الّتي أرادها الله قبل أي شيء آخر. لكن الرّبّ ليس فقط إلهًا محررًا، بل هو أيضًا إله غيور وهذا نعلّمه من قوله: «أَنا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذي أَخَرجَكَ مِن أَرضِ مِصرَ، مِن دارِ العُبودِيَّة. [...] لإِنِّي أَنا الَرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيور» (خر 20: 2- 4). الغيّرة الإلهيّة هي سمة من سمات المحّبة البشريّة الّتي يستخدمها الكتاب المقدس العبريّ للحديث عن محبة الله لشعبه، كغيرة العريس على عروسه.والشعب هو بمثابة العروس وهنا سبب غيرة الله ليست ثمرة محبة التملك، بقدر ما هي ثمرة محّبة حقيقية لا تبالي بخيارات الآخر. يتألم الله لأنّه يرغب في إظهار فيض محبته الأمينة للشعب، فهو مُجبر على الإعتراف بأنّ الجراح الّتي تألم بها شعبه وهو شعب يتمتع بحريته وهذا الألم يستمر لأجيال (راج خر 20: 5) ولا يشفى على الفور، ولكن الأمر يستغرق وقتًا. ففي هذا الوقت الرّبّ يرافق شعبه في كل الأوقات الألم والفرح، العبوديّة والحريّة، ... فهو إله العهد والأمانة. لذا رحمته هي الكلمة الإخيرة: «وأَصنَعُ رَحمَةً إِلى أُلوفٍ مِن مُحِّبيَّ وحافِظي وَصاياي» (خر 20: 20). بهذه الرحمة الّتي ترجمها في عطاياه المجانيّة من الإحتفال بالفصح العبريّ قبل الخروج من مصر والتحرر من العبوديّة. هذا بالإضافة إلى منحه عطايا المنّ والماء بالبريّة وأخيراً بينما الشعب يعبد العجل الذهبي إلّا أنّ الله يستمر في إعطاء كلماته العشر. هذا هو جوهر مجانيّة الله الّذي يعطي بدون حدود وشروط لشعبه وبالأخص الكلمات العشر الّتي صارت جوهر الحضور الإلهي المجاني لله في وسط شعبه. |
|