إن كان السيد قد نطق بالحكم فصارت الشجرة تحت اللعنة بسب جحودها وشرها، فإن القراءات تؤكد حقيقة علاقة السيد بشعبه، فتدعوه "حبيب كرمه" (إش 5: 1) ، كما يقول الرب: "ضعوا في قلوبكم أني أحببتكم" (مل 1)، ويؤكد: "لأن إسرائيل صغير وأنا أحببته" (هو 11: 1). في مرارة يقول: "كم مرة أردت أن أجمع بنيكِ، كما يجمع الطائر فراخه تحت جناحيه، فلم تريدوا" (لو 13). إن كان الله لا يطيق الطلاق، لكن إسرائيل المحبوب لديه كعروس قد ألزمه أن يكتب له الطلاق(274) (إش 50: 1-3).
هكذا لم تسقط الشجرة تحت اللعنة عن تسرع في الحكم، فإن مصدر الحكم هو خالقها وأب الكل، المشتاق أن يضم أولاده تحت جناحيه، والعريس السماوي الذي لا يطيق طلاق عروسه. لكن ما حدث هو من عمل الشجرة ذاتها، حكمت على نفسها بنفسها.
يمكننا أيضًا أن نضيف بأن هذا العمل فريد في حياة السيد المسيح، فلم نسمع قط أنه لعن شجرة أخرى أو سمح بتأديب قاسي على إنسان، لكننا نراه في الأناجيل كلها السيد المترفق والمتحنن، الذي يشعر بضعفات الخطاة ويسندهم حتى يقوموا، فإن جاءت هذه القصة الواحدة وتكررت في الأناجيل إنما لتؤكد أنه وهو السيد المترفق الذي جاء ليخلص لا ليدين، هو أيضًا الديان! إنه يود ألا يسقط أحد تحت اللعنة واليبوسة لذا لم يلعن سوى هذه الشجرة.