v الشخص الذي يخنع تحت هذه الشهوة الدنيئة، يعجز عن أن يَقْبَل نير التلمذة للمسيح... ما أن تصير المِعْدَة سيدة على الجسد، حتى تأمر وتُخضع كل إرادته، وعوض الطريق الصاعد إلى السماء، تريه الطريق الآخر الذي ينحدر إلى الهاوية[49].
v شهوة البطن هذه أكثر دناءة من كل الأهواء. ما أن يصير الشخص خادمًا لها، ويحمل نيرها على كتفيه، لا تعود تسمح له بالراحة من خدمته لها. إنه يخدمها ليلًا ونهارًا، وترسله في كل موضعٍ تشتهيه مثل خادم مُرهِق، لا في طريقٍ نظيفة بل في طرقٍ مملوءة عثرات، وإلى موضع به أمور ضارة، محب شهوة الأشياء ليس لديه عينان ترى النور، لأنه حتى إن أراد ذلك، فإن ثقل الطعام يجعلانهما تظلمان. النهار بالنسبة له ليل، والليل موت مضاعف.
v خلق الله الحيوانات لأمرين، بينما كل ما لحياتهم هو الأكل، يقومون بعمل خدمة للجنس البشري، أما الإنسان النهم فيأكل ولا يعمل. بينما هو غيور لأجل المائدة، يكون مُتجرِّدًا من كل الأعمال الهامة. النفس التي تخدم البطن لا تُدرِك الله، إذ هي ميتة عن كل أفكار المعرفة، وعن التأمل في الله، حيث أن معرفة النفس تصدر عن استنارة الجسم وأعضاء الجسم. واستنارة الجسم تصدر عن تقليل الطعام، لكن بالتأكيد الإنسان النهم مُثقل بنيرين، وهما ظلمة الأفكار وثقل الجسد