![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() متسع القلب "فمُنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون، قلبنا متسع" ]11[. يقدم الرسول نفسه لأهل كورنثوس كأبٍ مهتم بأبنائه، مظهرًا لهم مشاعره الملتهبة نحوهم. إنه يحمل قلبًا متسعًا يمكن لكل أهل كورنثوس أن يجدوا لهم فيه مواضع. بهذا القلب المتسع المفتوح أمامهم يتحدث معهم في صراحة كاملة مع حنو وترفق. كأنه يقول لهم: "حديثي معكم ليس نابعًا عن رغبة في التعليم، إنما عن فيض حب نابع من قلبٍ متسعٍ منشغلٍ بكل واحدٍ منكم، يمكن أن يحفظكم في دفء الحب". v هذا الدفء من عادته أن يهب اتساعًا، والاتساع هو عمل الحب. فإن الدفء فضيلة وغيرة... ليس شيء أكثر اتساعًا من قلب بولس الذي أحب كل المؤمنين بكل نقاوةٍ ليحتمل كل شيءٍ من أجل تحقيق حنوه. يقول: "فمنا مفتوح، قلبنا متسع". إننا نحملكم جميعًا في داخله، ليس هذا فقط، وإنما كما بموضع متسع للغاية. v لم يقل "انتم لا تحبوننا"، وإنما "ليس بذات المقدار" حتى لا يجرحهم بعمق... إنه يحمل في رسائله شهادة أنه يُحِب ويُحَب، ولكن ليس بالتساوي... أنتم تستقبلون شخصًا، أما أنا فأستقبل المدينة بأكملها بشعبها الضخم. v كان لأيوب الباب المفتوح أمام الزائرين الذين استضافهم في بيته، أما بولس فكان له القلب المفتوح ليسع العالم كله، اتسم كرم ضيافته بالمسكونية. هذا دفعه للقول: "لستم متضايقين فينا بل متضايقين في أحشائكم" (2 كو12:6). v بسبب هذا أنا أحتضنكم في قلبي علي الدوام. ولهذا السبب أيضًا لا أعود أشعر بأتعاب التعليم، بل يصير الحمل سهلاً مادام المستمعون ينتفعون! بحق أن هذه المكافأة لكافية لتجديد قوتي، تهبني أجنحة وترفعني، تحثنى بالأكثر أن أحتمل الأتعاب القاسية لأجلكم!" القديس يوحنا الذهبي الفم v بالرغم من عظمة اللَّه هذه فإنكِ تستطيعين أيتها النفس أن تقبليه، وهو يسكن فيكِ ويقودك بالتمام. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|