يوجه الله التاريخ لخير شعبه وكل الأمم أيضًا، كالخزَّاف الذي ُيخرج من الطين أوانٍ جميلة (إر 18: 1-12). هو الذي يحث نبوخذنصر خادمه (إر 27: 6) مع أنه وثني، لتأديب يهوذا، ليعود الله فيؤدب الأمم على خطاياها (إر 25: 15 إلخ.؛ 46). إنه يقيم الأمم ويزيلها بخطة إلهية فائقة (إر 18: 7).
الله هو خالق العالم كله وضابطه (إر 27: 5؛ 5: 22؛ 8: 7)، ليس إله غيره، أما الأوثان فليست آلهة (إر 2: 11). هو يهب الحياة (إر 2: 13)، أما هي فبلا عمل (إر 13: 28). إنه قريب من كل البشر (إر 23: 23)، يعرف فكر الإنسان ويستخدمه (إر 11: 20؛ 17: 10).
بمعنى آخر، يعلن هذا السفر أن الله كضابط الكل وواهب الحياة ومدبرها يمسك بيمينه دفة كل الأحداث كبيرها وصغيرها ليتمجد في وسط شعبه، بل وفي حياة كل عضو؛ يشتهي خلاص الجميع وبنيان الكل؛ من يقبله إنما يقبل من في يده دفة أمور العالم كله، الأحداث الظاهرة والخفية، الجماعية والفردية!