المفتاح الثاني هو قوله « الديانة الطاهرة النقية عند الله » ... لكي يعيش الإنسان هذا المفهوم لابد أن يعرف أن البشر على أنواع ثلاثة :
1- الإنسان الطبيعي ، وهو الذي يعيش الإنسانية من أفكار ومبادئ وما إلى غير ذلك باعتبار أن الإنسان هو قمة الخليقة ، فالله بعدما أوجد هذا الكون وضع على قمته الإنسان بمثابة المالك لهذه الخليقة والساكن في هذا القصر ( الخليقة ) ، وهناك إنسان ينحدر عن طبيعته الإنسانية فيصل إلى ما نسميه :
2- الإنسان الجسداني ، وهو الذي يعيش على مستوى التراب أو الجسد فقط ، وهذا شخص يقع في خطايا متنوعة وأشكال متنوعة من الخطايا ، إن كان حب الشهوة ، أو حب القنية ، أو حب التطلع والمناصب ، وبأية صورة من الصور ، وبهذا يمكن أن يعيش في الخطر والإرهاب والعنف وكل هذه الصور . وهناك إنسان يرتقي فوق الإنسان الطبيعي فيصل إلى
3- الإنسان الروحاني ، أي أن الروح هو الذي يقوده ، وهذا الإنسان هو صاحب الديانة الطاهرة النقية . ولكي تفرق بينهم نجد أن الإنسان الروحاني يعيش حياته ممزوجة بين الجهاد الروحي والنعمة الإلهية ، مبدؤه في الحياة أن يد الله هي التي تقود كل خطوة ، أما إذا كان إنسان على المستوى الطبيعي فهو إنسان يحاول أن يجاهد ولكن بدون نعمة ، فيظن أن الموضوع بقوته أو بممارسة الطقوس كافة سواء قراءات أو صلوات إلى آخره ، لذلك لا يجد تعزية ، ونجده يعيش في المجتمع الذي يملأ حياته .