"ونزع الملك خاتمه الذي أخذه من هامان وأعطاه لمردخاي" [2].
عندما عاد الابن الضال إلى أبيه قال الأب: "اجعلوا خاتمًا في يده" (لو 15: 22)، علامة البنوة الحقة وتأكيد لسلطانه البنوي. هكذا يتمتع المؤمن - مردخاي - بخاتم الملك كقول الإنجيلي: "كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه، الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يو 1: 13). هذا هو الخاتم الملكي "السلطان البنوي" الذي نناله بالروح القدس في مياه المعمودية. لهذا تحدث آباء كثيرون عن المعمودية كختم للنفس، مثل القديس أكليمندس الروماني ، وهرماس ، والعلامة ترتليان ، والقديس يوحنا الذهبي الفم.
يقول القديس أغسطينوسعن هذا الختم: [تمسك بما نلته فإنه لن يتغير، إنه وسم ملكي].
بهذا الختم ندخل في ملكية الله كقول الأب ثيؤدور المصيصي: [العلامة التي تتسمون بها الآن إنما هي علامة أنكم قد صرتم قطيع المسيح]. بهذا الختم أيضًا ندخل في الجندية الروحية،
وكما يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [يأتي كل واحد منكم ويقدم نفسه أمام الله في حضرة جيوش الملائكة غير المحصية، فيضع الروح القدس علامة على نفوسكم. بهذا تُسجل أنفسكم في جيش الملك العظيم ].
بهذا الختم إذ ننعم بسلطان البنوة فنحيا في ملكية الله كأولاد له، ونعيش مجاهدين روحيًا كجنود له ننعم بالعيد الأبدي، إذ نرث المجد الذي لا يفنى. وكما يقول الرسول: "الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، فإن كنا أولادًا فإننا ورثة الله، ووارثون مع المسيح" (رو 8: 16-17).