فقالَ لَه سائِرُ التَّلاميذ: رأَينا الرَّبّ. فقالَ لَهم: إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لن أُومِن
"إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه" فتشير إلى طلب البرهان من الذين أخبروه بقيامة الرب، إذ وضع توما شرطين ليؤمن بقيامة الرب المسيح: "إِذا لم أُبصِرْ" وأَضَعْ إِصبَعي"؛ إنه يطلبُ بُرهاناً خاصّاً به. فكان من طبع توما ألاَّ يترك تساؤلا داخله ولا يسأل عنه (يوحنا 14: 5). يريد توما أن يبصر ὁράω)) أي أن يرى ويختبرَ بنفسه ويلمس. إنه يفرض على المسيح شروط إيمانه. إنّه يطلب دليلا على ذلك، ويضرب عرض الحائط سمو حرية الله المطلقة في عطائه. ويُعلق الأسقف باسيليوس السلوقيّ "أغلق توما أذنيه عن سماع شهادة لتلاميذ وأراد فتح عينيه... فأطلق شكّه، آملاً أن تتحقّق رغبته، وقال" لن تتبدّد شكوكي إلاَّ حين أراه". لذا لم يتباطأ يسوع نفسه عن إعطائه وإعطاء كل المتسائلين البرهان المطلوب: أي ظهوره الشخصي.