لم تتغيَّر صفات يوسف في مصـر فوثَق به فوطيفار بعد وقت،
حتى إنه وكَّله على كل بيته «فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ.
وَلَمْ يَكُن مَعَهُ يَعْرِفُ شَيئًا إِلاَّ الخُبزَ الَّذِي يَأكُلُ» (39: 6).
ثم كان السجَّان هو ثاني مَن لاحظ هذه الأمانة، فدفع إلى يد يوسف جميع الأسرى، واعتمد عليه كُليةً، حتى إنه لم يكن يشغل نفسه البتة لينظر شيئًا مما في يدهِ «وَلَم يَكُن رَئِيسُ بَيتِ السِّجنِ يَنظُرُ شَيئـًا البَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ، وَمَهمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنجِحُهُ» (39: 23).
وأخيرًا عندما قابل فرعون، لم يكن هناك احتياج سوى زيارة سريعة، ليقتنع فرعون بأمانته وبصيرته، فكانت النتيجة أن جعله ثانيًا على كل أرض مصر من بعده (41: 37-40).