الشعب هو الحل
بقلم : شفيق بطرس
كما يقولون رواد القهاوى بمصرنا الغالية (قفلت زى الدومنو) كناية عن تأزم موقف ما أو وصوله الى طريق مسدود لا مخرج منه إلا بقلب الطاولة كلها ولعب دور جديد، وأغلب الظن أن الموقف السياسى بمصر الآن قد وصل بنا الى هذه المرحلة من تضارب فى الأتجاهات وظهور الأخوان المسلمين بمظهرهم الطبيعى بعد أن خلعوا قناع الزيف والخداع لأنهم الآن فى مرحلة التمكين ولا حاجة بهم لهذه الأقنعة التى كانت تغطى أنيابهم ومخالبهم ووجوههم القبيحة المُفزعة، فقد كان الأخوان سابقاً فى مقاعد الظل ووصلوا فى فترة برلمان ال88 نائب من الأخوان والسلفيين فى عهد مبارك ووصلوا حينئذٍ لكراسى المعارضة وهو دور سهل لا تعب فيه ولا مطلب من أحد بتواجد حلول للمشاكل ولكنهم أكتفوا فى مرحلة المعارضة بتصّيد الأخطاء الأجتماعية والسياسية والفقهية والتزمتية للحكومة والمجتمع، وجائتهم اكبر فرصة فى تاريخهم بعد نجاح شباب التحرير الحُر المناضل والمكافح ضد فساد حكم مبارك وحاشيته، ونجحت ثورة الشعب الحُر المتلاحم المسلم بجانب المسيحى يحلمون بالحرية ويغنون بنشيد فجر يوم جديد بدون فساد او أستغلال أوعبودية وفقر وأستبداد، بعد نجاح الشباب وقيام كل الشعب لمناصرتهم فى كل مكان بمصرنا الغالية، وجد ذئاب الأخوان والسلفيين والجهاديين الفرصة متاحة لهم والساحات مفتوحة ولا حاكم لها، فكانت غزوة التحرير لأغتصاب ثورة الشباب الجميلة الوليدة بجحافل من أصحاب الجلاليب القصيرة والشباشب والطواقى والذقون المحففة أو المُطلقة رافعين رايات الجهاد السياسى الإسلامى ورايات حماس ورايات القاعدة السوداء هاتفين بصوت قد غطى على كل أصوات الميادين ( إسلامية إسلامية) وسارت الأحداث سريعة جدا والذئاب تغرس أنيابها ومخالبها فى جسد الفريسة كل يوم أكثر وأكثر، ومرت مصرنا الجريحة بمراحل غريبة وعجيبة من مساندات دولية وأقليمية لتلك الذئاب المفترسة وهم مجهزون بقيادات مستعدة لكل المراحل يخططون لها بكل أحتمالات وسيناريوهات مختلفة بحرفنة وتقنية شيطانية من ضغوط سياسية وتهديدات وترهيب الى أغراءات ورشاوى للشعب الفقير الجوعان بطريقة مفضوحة ومكشوفة بلا حياء أو خجل، وداخ معهم الشعب وداخ معهم القضاء والمجلس العسكرى، وكانت الكارثة الأخيرة فى أنتخابات الرئاسة والتى أنتهت بنجاح (مرسى) أستبن الأخوان بعدما فشلت محاولاتهم تبرئة ساحة (الشاطر) الجنائية، وأختلط الحابل بالنابل ولم يعرف الشعب من أين تأتى عواصف وأعاصير الضغوط وكيف هدد التيار الإسلامى بحرق مصر كلها إن لم يتمكنوا من الحُكم، ولا نلوم أحداً إلا أنفسنا كشعب مصر الفرعونية ذو التاريخ الخالد والحضارة الرائدة فى كل المجالات، لقد سقطت كل الأقنعة وظهرت الوجوه القبيحة الشرسة المتعطشة لمص دماء مصر وتغيير هويتها وأصبح اللعب على المكشوف والضرب تحت وفوق كل الأحزمة، أصبح السيد (محمد بديع) المرشد العام للأخوان فى وقتنا الحالى مثل الباكمان الذى يأكل كل النقاط واحدة تلو الأخرى بسرعة ومهارة من الرئاسة التى فى يده عن طريق صبى من صبيان صبيانه الى أخونة الشرطة والحكومة والقضاء وتجهيز دستور أسلامى يعطيه أن يكون الخليفة المنتظر لتتغير مصر الفرعونية القائدة الى دويلة أو ولاية من ولايات الخلافة الكبرى وتكون قطعة من قطع الخطة الأمريكية لتغيير وتفتيت المنطقة فيما يسمىى الفوضى الهدامة وليست الخلاقة، كل هذا ويقف يراقب حزينا شعبنا القبطى المسيحى والمسلم المعتدل صاحب الفكر الأزهرى الوسطى والليبراليين والمثقفين الرافضين لهذه المهزلة والنابزين للفكر الوهابى المتزمت البدوى ودائماً هنالك السؤال ألا وهو : هل نقف مكتوفى الأيدى نلطم الخدود ونزرف الدموع على بلدنا الغالية الحبيبة وهى تُسرق وتُغتصب أمام أعيننا؟؟ والإجابة الشافية للصدور هى : نكون أو لا نكون والشعب الذى لم ولن يعرف المستحيلا يوم ما فى تاريخه الطويل سينزع هذه الشوكة من جسده النظيف وتذهب الحكومات والأشخاص وتظل مصرنا الخالدة صاحبة الحضارات قوية كما كانت وكما هى دائماً .... ويكون الرد الأوحد هو ( الشعب هو الحل) .....
شفيق بطرس