كلمة السر في تفكك الولايات المتحدة ؟!

[Mary Naeem]

كلمة السر في تفكك الولايات المتحدة ؟!

بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شعار "أمريكا أولاً"، ارتفعت شدة المطالبات من قِبل بعض الولايات الأمريكية بالانفصال عن الاتحاد الأمريكي، وذلك في يوم توليه الرئاسة، الجمعة 27 يناير.

وإثر خروج مظاهرات مليونية مناهضة لترامب بأمريكا، وتصريحات الرئيس المثيرة للجدل، أُنعشت آمال ولاية تكساس وولاية كاليفورنيا بـ"الاستقلال" الذي طالبوا به عقب تصويت بريطانيا على الانفصال من الاتحاد الأوروبي، في يونيو الماضي.


وبات الانفصاليون أشد حرصاً بالولايتين الأمريكيتين على السير بنهج بريطانيا واسكتلندا نفسه.
وبحسب إحصاء أجرته "رويترز" في عام 2014، فإن ما يقرب من ربع الأمريكيين منفتحون على انسحاب ولاياتهم من الاتحاد.
- انفصال كاليفورنيا
وكشف استطلاع للرأي أجرته وكالة "رويترز"، بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس"، في كاليفورنيا خلال الفترة من 6 ديسمبر حتى 19 من يناير الماضي، وأظهرت نتائجه الاثنين، 23 يناير، أن واحداً من بين كل 3 من سكان كاليفورنيا يؤيّد انفصال أكبر ولاية، من حيث عدد السكان، عن الدولة الاتحادية.

وارتفعت نسبة تأييد الانفصال لتصل إلى 32%، بعد أن كانت نحو 20% باستطلاع مماثل عام 2014.
وصرح زعيم الانفصاليين بكاليفورنيا لويس مارينيللي، في سبتمبر 2016، بأن القسم الأكبر من سكان الولاية يرغبون في الانفصال عن الولايات المتحدة بواسطة سيناريو "القرم"، ويعولون على مساعدة روسيا في هذا الأمر.

وفي مقابلة مع قناة "آر تي" التلفزيونية، أكد مارينيللي إن أكثر ما يغضب السكان في علاقات الولاية مع الحكومة الفيدرالية هو سياسة واشنطن الضريبية.

وأكد مارينيللي أن ولاية كاليفورنيا تسدد سنوياً ضرائب بحجم 16 مليار دولار أكثر مما تحصل من المركز الفيدرالي لتمويل الخدمات الطبية والتعليم وتطوير البنى التحتية. ونتيجة لهذا، تدفع ولاية كاليفورنيا النسبة الأعلى من الضرائب وتحصل على أسوأ المؤشرات بالتعليم.

وقالت مجلة mashable الأمريكية عن كاليفورنيا: "الولاية لديها ما يكفيها من غذاء، وصاحبة سادس أكبر اقتصاد بالعالم، ولا تحتاج للولايات الأخرى بعد أن فعلها ترامب".

وتحت شعار "Calexit"، انطلقت دعوات كبيرة على موقعي التواصل "فيسبوك" و"تويتر" تدعو لانفصال ولاية كاليفورنيا.
- انفصال تكساس
وبالنسبة لمطالبات انفصال تكساس، أكد دانيال ميللر رئيس حركة تكساس القومية في 24 يونيو 2016: إن "التصويت الذي قاده المواطنون في بريطانيا يمكن أن يكون نموذجاً لتكساس، التي كانت مقاطعة مستقلة بالفترة بين عامي 1836 و1845، وسيحتل اقتصادها، المقدر بنحو 1.6 تريليون دولار سنوياً، مركزاً بين أكبر 10 اقتصادات بالعالم".

وذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية حينها، أن حركة "تكساس القومية" أطلقت حملة شعبية واسعة لدعوة المواطنين لضرورة إطلاق استفتاء بالولاية، على غرار البريطانيين، لانفصالها.

وقالت الحركة: إن "حركة تكساس القومية تدعو حاكم الولاية بشكل رسمي إلى دعم إجراء تصويت مشابه لمواطني تكساس".

وقال ميللر: إن "الحركة تهدف إلى إعادة إطلاق حملتها خلال الدورة الانتخابية المقبلة في 2018، بمساندة من التصويت البريطاني".

ورغم المطالبات المستمرة من بعض الولايات للخروج من الاتحاد الأمريكي، فإنها لم تنجح محاولات انفصالية من ولايات عديدة دعت إليها جماعات، عادة ما تكون غاضبة من أنظمة الضرائب، أو ما يرونه تعدياً على حرياتهم بسبب العوائق القانونية، أو الافتقار إلى الدعم.

واتجهت تكساس للتصويت للديمقراطيين لأول مرة منذ 20 عاماً، وأظهرت استطلاعات الرأي في الولاية بانتخابات الرئاسة الأمريكية في أكتوبر 2016، أن تكساس اقتربت من التحول إلى اللون الأزرق الديمقراطي بعد أن حافظت على ولائها الجمهوري عقوداً، وذلك بعد ترشح ترامب.

- أسباب تفكك أمريكا
وبحسب شبكة "إن بي آر" الإخبارية الأمريكية، يعود هذا التحول لسببين رئيسيين؛ وهما: عدول النساء وذوي الأصول اللاتينية عن التصويت لصالح ترامب؛ إذ أعرض عدد كبير من النساء في تكساس عنه؛ بسبب فضائحه المتتالية والفجّة تجاه النساء.

وهنا، العديد من الأسباب أيضاً التي تقود إلى تفكك أمريكا في عهد ترامب، وانفصال تكساس وكاليفورنيا وغيرهما من الولايات، وأولها الرفض الكبير له من قِبل عدد لا بأس به بأمريكا أظهرته المظاهرات المليونية

المناهضة له، بالإضافة إلى نهج ترامب "الهزيل" والذي قد يمثل مشكلة للولايات المتحدة.
وبحسب شبكة "سي إن إن"، تفاخر ترامب خلال حملته الانتخابية بأن فريقه صغير ولكنه فعّال، في نهج "هزيل" يرى البعض أنه يتخذه بالبيت الأبيض أيضاً، على الأقل خلال الفترة الأولى من دارته، ما أثار القلق. كما أن بعض المناصب لا تزال شاغرة بمجلس الأمن القومي وأقسام أخرى.
ووصفت الشبكة دونالد ترامب بـ"ملك الهراء"؛ لما له من تصريحات متنوعة متناقضة من غزو العراق إلى الإجهاض، وبها الكثير من الأكاذيب.

هذا الخبر منقول من : وكالات