« كما يشتاق الإيَّل إلى جداول المياه ، 
هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله . عطشت نفسي إلى الله ، إلى الإله الحي » 
(مز 42: 1)
 
 
 اركضوا إلى الجداول ، توقوا إلى جداول المياه ، إلى الله ينبوع الحياة ، الينبوع الذي لا يجف أبدًا ، الينبوع الذي من يشرب منه يروى الظمأ الداخلي .
 اركضوا إلى الينبوع ، اشتاقوا إليه ، لكن لا تفعلوا هذا كيفما اتفق ، لا  تكتفوا بالجري كأي حيوان عادي ، بل اركضوا كالإيل ... ماذا يعني "كالإيل"؟  أي لا تتكاسلوا في رُكوضكم . اركضوا بكل قواكم ؛ اشتاقوا إلى الينبوع بكل  قدرتكم ، فإننا نجد في الإيل رمزًا للسرعة ...
 اسمعوا أيضًا ما تتميز  به الإيل ، إنها تقتل الحيَّات ، و بعد قتلها تتقد عطشًا بصورة أشد . و إذ  تنتهي من قتل الحيَّات تركض إلى جداول المياه حيث تشتد وطأة عطشها أكثر من  ذي قبل و الحيات هي رذائلكم ؛ دمروا حيَّات الشر فتشتاقون بالأكثر إلى  ينبوع الحق...
 و من ثم أمر آخر جدير بالملاحظة بالنسبة للإيل ... فإنها  إذ تجول كقطيع أو تسبح (في الماء) لكي تبلغ منطقة أخرى من الأرض ، تسند  ثقل رؤوسها على بعضها البعض بحيث يقودها واحد و يتبعه الآخر ، و قد ألقى  الكل رؤوسهم عليه بالتتابع حتى آخر القطيع . لكن إذا ما تعب القائد الذي  يحمل أثقال الرؤوس يعود إلى المؤخرة
 و يستريح من تعبه إذ يسند رأسه على  الآخير ... أليست الإيل بهذا تشبه أولئك الذين قال عنهم الرسول بولس :  "احملوا بعضكم أثقال بعض ، وهكذا تمموا ناموس المسيح" (غلا 6: 2)؟!