جاء في سفر صموئيل الأول أن أبطال يابيش
"أخَذُوا جَسَدَ شَاوُلَ وأجْسَادَ بَنِيهِ عَنْ سُورِ بَيْتِ شَانَ وجَاءُوا بِهَا
إلى يَابِيشَ وَأَحْرَقُوهَا هُنَاكَ. وَأَخَذُوا عِظَامَهُمْ ودَفَنُوهَا" (1صم 31: 12-13)
ولا يوجد في سفر أخبار الأيام ولا في أي سفر آخر ما يُنفي هذا الخبر، بل يوجد ما يؤيد هذا، فقال كاتب سفر أخبار الأيام: "وأَخَذُوا جُثَّةَ شَاوُلَ وجُثَثَ بَنِيهِ وجَاءُوا بها إلى يَابِيشَ ودَفَنُوا عِظَامَهُمْ" (1أي 10: 12)... فكيف تحوَّلت الجثث (الأجساد) إلى عظام إن لم تكن قد أُحرقت؟ لقد اختصر كاتب سفر الأخبار الخبر فذكر إحضار الجثث ودفن العظام ولم ينفي حرق هذه الجثث قبل دفن العظام، ولا سيما أنه لم يمضي وقت طويل بين موت شاول ودفن عظامه، فالأمر لا يتعدى عدة أيام، فمن المستحيل أن تكون الأجساد قد تحللت خلال هذه الأيام القلائل ولم يتبقَ منها غير العظام فقط. لقد سبق شاول الملك وأنقذ أهل يابيش جلعاد من ناحاش العموني الذي أراد أن يستعبدهم ويقور العين اليمنى لكل منهم ليصيروا عارًا على إسرائيل (1صم 11: 1-2)، وهوذا أبطال يابيش جلعاد يردون الجميل لشاول بعد موته ويعلنون وفائهم له حتى لو خاطروا بحياتهم.