![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فانتَصَبَ الفِرِّيسي قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. "وَلا مِثْلَ هٰذَا الجَابِي" تُظهِرُ احتِقارَهُ لِلعَشَّارِ الدَّاخِلِ إلى الهيكل، إذ يَعتَبِرُه مِثالًا لِلفُجّارِ والسَّرَّاقِ. وكأنَّهُ يُريدُ أَن يَرتَفِعَ على أَكتافِ قَريبِهِ، فيَبني بَرَّهُ على إِدانَةِ الآخَر. الفِرِّيسيُّ، في صَلاتِهِ، شَعَرَ أنَّهُ أَفضلُ مِن غَيرِهِ، وَنَظَرَ إلى العَشَّارِ مِن عَلٍ، مُقارنًا فَضائِلَهُ بِخَطايا الآخَرين، غافلًا أَنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى المَقامِ البَشَرِيِّ ولا إلى الأَعمالِ الخارِجِيَّة، بَل إلى القَلبِ المُتَواضِعِ الَّذي يَعرِفُ حَقيقتَهُ. يَضَعُ الفِرِّيسيُّ نَفْسَهُ في مَرتَبَةٍ أَعلَى مِنَ الآخَرين، كَمَن يَرفَعُ ذاتَهُ على المِذبحِ لا لِيُقدِّمَها لله، بَل لِيُعجَبَ بِها أَمامَ نَفسِهِ. ويُعلِّقُ القدِّيسُ يوحنا الذَّهبيُّ الفَم أيضًا قائلًا: "أمَّا العَشَّارُ، فقد سَمِعَ جيِّدًا هذه الكَلِمات، وكانَ بإمكانِه أَن يُجيبَ مُحتجًّا، لكنَّهُ لَم يَفعَل، بَل بالعَكسِ سَجَدَ قائلًا: اللّهمَّ ارْحَمنِي أَنَا الخاطِئ! فبُرِّئَ لأنَّه أظهَرَ تَواضُعَه" (عظات في التوبة، العظة رقم 2). |
![]() |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|