![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فانتَصَبَ الفِرِّيسي قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. تُشيرُ عِبارةُ "شُكْرًا لَكَ لأَنِّي لَستُ كَسَائِرِ النَّاسِ" إلى تَقسيمٍ ثُنائِيٍّ مُغرُورٍ للعالَم: فَفي القِسمِ الأوَّل يَضَعُ الفِرِّيسِيُّ نَفسَه، مُعتَقِدًا أنَّهُ وحدَهُ الصَّالِحُ. وفي القِسمِ الآخَر يَضَعُ جميعَ النَّاسِ، ولا يَرى فيهم سِوى الشَّرِّ. لقد نَسِيَ أنَّهُ هو أيضًا إنسانٌ خاطِئٌ وضعيفٌ، كما قالَ النَّبِيُّ إِشعيا: "كُلُّنَا ضَلَلْنَا كَالْغَنَمِ، كُلُّ وَاحِدٍ مَالَ إِلَى طَرِيقِهِ" (إشعيا 53: 6). وهكذا خَدَعَ نَفسَه، كما يُحَذِّرُ الرَّسولُ يوحنا: "إِذَا قُلْنَا إِنَّنَا بِلا خَطِيئَةٍ، أَضْلَلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ يَكُنِ الحَقُّ فِينَا"(1 يوحنا 1: 8). ويُعلِّقُ القدِّيسُ يوحنا الذَّهبيُّ الفَم قائلاً: "ما أَشقاكَ، أَيُّها الَّذي تَجْرُؤُ على إِصدارِ الأَحكامِ على الأَرضِ بأَسرِها! لِمَ تُهِينُ قَريبَكَ؟ ما حاجتُكَ إلى أَن تَدينَ هذا العَشَّار؟ أَلَم يَكفِكَ ما فَعَلتَهُ بالأَرضِ؟ لقد أَصدَرتَ أَحكامًا على جميعِ البَشرِ دونَ استِثناء!" (عظات حول التوبة، العظة رقم 2). |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|